الهجابي يلازم القنيطرة في “المالغيقراط”

الهجابي يلازم القنيطرة في “المالغيقراط”

صدر حديثا عن دار القلم بالرباط للروائي المغربي محمد الهجابي رواية جديدة موسومة بـ”المالغيقراط”، تقع في 338 صفحة من القطع المتوسط.

يعد هذا الإصدار الجديد سادس عمل روائي في المنجز السردي للكاتب بعد “بوحُ القصبة” سنة 2004، و”زمانٌ كأهله” سنة 2004، و”موت الفوات” سنة 2005، و”إناثُ الدار” الصادرة سنة 2011 و”بيضةُ العقر” 2015، إلى جانب أربع مجموعات قصص قصيرة: “كأنما غفوت” الصادرة عام 2007، و”قليل أو كثير أو لا شيء” سنة 2013، و”نواس” 2015 و”لغو سائر بيننا”2021.

وتتضمن رواية “المالغيقراط” عنوانا رديفا هو “كل هذا، سهل المنال”، ويمكن وصفها بكونها “رواية المدينة” بامتياز، إذ أخذت الرواية مدينة القنيطرة (بوصفها مدينة “عالمثالثية” بحسب الاصطلاح المتواضع عليه سابقا) مسرحا لغالبية مجريات وقائعها.

كما تطول زمنا ينتهي افتراضيا في أواخر العقد الأول من القرن 21، لكنه زمن يستضيف، استرجاعيا، تواريخ عاشها المغرب ما بعد الاستقلال؛ تواريخ سياسة ومنظمات حزبية وحقوق إنسان وحركات اجتماعية، تواريخ تراكبت فانتهت بالمدينة، في غياب رؤية “استراتيجية” للمجال والتهيئة والغد، إلى ما هي عليه اليوم من صراع قوى ومسخ وخصاص فظيع لشروط حياة تليق بالتمدن والتحضر وبمواطني القرن 21.

وتقوم الرواية على وقائع تشاكل وقائع حقيقية جرت سنة 2008 بالقنيطرة، وتناقلتها الصحف المغربية، ورقية وإلكترونية، ومحطات راديو وقنوات تلفزة عمومية وشبه عمومية. ولقد استثمر الكاتب حصيلة ما جرى فأعاد صياغتها على نحو لا ينقل الأحداث كما حصلت في الزمن والمكان عينهما، بقدر ما يعمد إلى فسح المجال للتخييل في تشييد معمار الرواية، وتوظيف شخوصها، وتصريف وقائعها.

وتطول مساحة واسعة من آثار الفساد المالي على الإنسان والمجتمع. وتعد شخصية “المالغي” في الرواية (وهو بالمناسبة تكثيف لتيمة “الفساد” المالي والعقاري بخاصة التي جعلها الكاتب موضوع الرواية هذه) إحدى الشخوص الرئيسة.

وحول هذه الشخصية، وشخوص أخرى ترد ضمن المتن (31 فصل)، تدور وقائع وأحداث بؤرتها فضاء سردي رئيس يقع داخل المحور الكلاسيكي الاقتصادي المعروف بالمغرب القنيطرة والدار البيضاء. وأحيانا يتسع هذا الفضاء السردي ليشمل، إلى هذا الحد أو ذاك، مدنا أخرى كبني ملال وبجعد وطنجة والعرائش. وهو إلى ذلك محاولة في رصد تحولات المجتمع المغربي في راهن زمنه، انطلاقاً من الجزء في اتجاه الكل.

وتعد الرواية عملا سرديا تخييليا. وبالتبعية كذلك، فإن الأسماء الواردة في هذا النص السردي، وفق ما أراد المؤلف التأكيد عليه، هي أسماء من صنع خيال الكاتب، وكل تطابق مع أسماء واقعية، في المكان والزمن نفسهما، هو محض مصادفة، ليس إلا.