رسالة إلى عقلاء البوليساريو

بقلم: مصطفى سلمى ولد سيدي مولود
إخوتي في المخيمات الذين تؤنسهم جبهة البوليساريو بتحرير الصحراء، و يضغطون على قيادتها باضعف الايمان كي تجلب السلاح لأبنائهم الذين يموتون كل حين في حربها العبثية ضد المغرب، أنسيتم ما صرح به الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لصحيفة “لوبينيون” الفرنسية في شهر فبراير الفائت من ان “الجبهة تواصل طلب السلاح من الجزائر، إلا أن هذه الاخيرة تمتنع عن تقديمه لها في الوقت الراهن”، و تعلمون إخوتي عقلاء الصحراويين في المخيمات أنه ما من طريق تصلكم منه رصاصة واحدة إلا طريق الجزائر التي أعلن رئيسها على الملأ امتناعه عن تسليحكم.
و بعد قرار موريتانيا منع مسلحي الجبهة من دخول أراضيها، بات الامر أجل و اعظم، فحتى لو توفر لكم كل سلاح الدنيا و اخترتم الانتحار على أسوار الحزام الدفاعي المغربي، فليس لكم من سبيل للوصول إليه، ما دامت موريتانيا لا تسمح لمقاتليكم بعبور أراضيها.
إخوتي الصحراويين الشرفاء الخيرين، لست بصدد تثبيط عزائمكم، إنما أنا ناصح أمين، و لمن يشكك في ما قلته، ما عليه سوى ان يبحث في داخله عن جواب سؤال: من أين سأجصل على السلاح إذا لم تسمح الجزائر بذلك؟. و كيف سأصل إلى الصحراء إذا لم تسمح لي موريتانيا بذلك؟.
وقبل ان يخوض بعضكم في عرض موريتانيا و طولها التي ظلت على مدى عقود هي المنفذ الوحيد لمقاتليكم لمهاجمة المغرب في نواحي: ميجك ، آغوينيت و الدوكج، و الرئة التي تتنفسون منها تجاريا، و واسطتكم في التواصل مع العالم الخارجي، إسألوا الجزائر لماذا تمنع مقاتليكم من عبور أراضيها لمهاجمة المغرب في المنطقة الشمالية منذ العام 1981؟.
وبين جزائر تمنع عليكم التسلح، و موريتانيا لم تعد تتحمل ضغط مهاجمة مقاتليكم المغرب من أراضيها، وجب ان يستحضر المرء قول الله تبارك و تعالي في سورة (ق): ” إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)”.
