ندوة علمية تستحضر خصوصية إمارة المؤمنين

ندوة علمية تستحضر خصوصية إمارة المؤمنين

نظم المجلس العلمي الأعلى، اليوم الأحد بالرباط، ندوة علمية وطنية في موضوع “إمارة المؤمنين والخصوصية المغربية”، بمشاركة ثلة من العلماء والباحثين.

ويندرج تنظيم هذا اللقاء ضمن أنشطة المجلس العلمي الأعلى الرامية إلى تنمية الوعي الديني للأمة، واضطلاعا بدوره الأصيل في تأطير المجتمع المغربي، وتقوية التفافه حول الثوابت الدينية والوطنية.

كما تهدف الندوة إلى بيان وظائف إمارة المؤمنين في حفظ الملة والدين، وصون تدين المغاربة، خصوصا في العهد العلوي الراهن، عهد الوحدة والاستقرار والتنمية والازدهار، بقيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس.

وبهذه المناسبة، تطرق أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في عرض افتتاحي للندوة بعنوان “الإمامة العظمى في المغرب واختصاصاتها في تدبير الشأن الديني”، لدور إمارة المؤمنين وخصوصية التجربة المغربية عموما والشأن الديني فيها بشكل أخص.

وأبرز التوفيق، في هذا الصدد، أن إمارة المؤمنين تعمل في القيام بأمر الأمة وتنتظر واقعيا من العلماء شد أزرها في هذا الأمر، وخاصة في السياقات الدولية الراهنة، لافتا إلى أن شد أزر أمير المؤمنين يكون بتبليغ الدين على سنن وراثة النبوة.

وقال الوزير إن شد الأزر يتعلق أساسا بأمور عديدة؛ في مقدمتها شرح الدين شرحا يعتمده العلماء ليس فقط في الأمور المتعلقة بالعبادات والمعاملات بل في الشؤون التي تهم الحياة العامة من قبيل أمن النفوس كشرط لليقين وتأسيس المعروف على العقل في إقامة القواعد والقوانين، وهي أمور كلها تقع في صميم الدين.

واعتبر التوفيق أن المطلوب هو أن “يشد العلماء أزر أمير المؤمنين في إقامة نموذج مغري للحياة قادر على جلب الحياة الطيبة “، مبرزا أن مساهمة العلماء في إقامة هذا النموذج تأتي من خلال اتباع منهج النبوة، بتربية الناس على تمثل التوحيد وحب الخير للآخرين.

وخلص إلى أن المأمول العملي يتمثل في أن يقتنع العلماء بجوهرية هذا الموضوع، وتشخيص تفاصليه والمقاربة المطلوبة المتاحة لمباشرته.

من جهته، أبرز محمد يسف، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، السياق الذي تأتي فيه هذه الندوة لتجلية الأبعاد والدلالات المختلفة لنظام وإرث شرعي وتاريخي راسخ الجذور بالمغرب؛ ويتعلق الأمر بإمارة المؤمنين الحامية للملة والدين.

وأشار يسف إلى الاستقرار والأمن الذي ينعم به المغرب برعاية إمارة المؤمنين وبما توفره، باعتبارها الدرع الحصين والملاذ الأمين، من وحدة وانسجام في الدين ونبذ لنزعات الغلو والتشدد فيه.

وأفاد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بأن هذه الندوة تعقد لتجلية هذه المعاني والدلالات ولبيان أوجه الرسوخ والمنافع الدينية والمدنية التي يوفرها منصب الإمامة العظمى في الدين.

ويتضمن برنامج هذه الندوة تنظيم جلستين علميتين تتناولان عددا من المواضيع؛ من بينها “علماء الأمة المغربية قدوة في الالتزام بمقتضيات بيعتهم الشرعية”، و”البيعة الشرعية لأمير المؤمنين وارتباط الأقاليم الجنوبية المغربية بالعرش العلوي المجيد”، و”إمارة المؤمنين ورعاية الأقليات الدينية بالمغرب”، و”إمارة المؤمنين والعناية بالمرأة متعلمة وعالمة”، و”أمير المؤمنين محمد السادس حفظه الله ونصره والامتداد الروحي الإفريقي”.