الملاحظ – خديجة بنت محمد
خرج آلاف المغاربة، صباح اليوم الأحد، في مسيرة شعبية ضخمة انطلقت من “باب الأحد” نحو مقر البرلمان وسط الرباط، للتنديد باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتعبير عن دعمهم اللامشروط لصمود الشعب الفلسطيني في وجه ما وصفوه بـ”حرب الإبادة والتجويع الجماعي”.
وشهدت المسيرة، التي دعت إليها “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، حضورًا واسعًا لمواطنين من مختلف الفئات والأعمار، إلى جانب قيادات سياسية وجمعوية، حيث رفرفت الأعلام المغربية والفلسطينية جنبًا إلى جنب، وتعالت الشعارات المنددة بالاحتلال والمطالبة بوقف التطبيع.
ورفع المشاركون لافتات ورددوا هتافات من قبيل: “غزة رمز العزة”، و”لا تنازل لا استسلام.. المقاومة إلى الأمام”، و”مغاربة ضد التطبيع”، فيما أُحرِق العلم الإسرائيلي كرمز احتجاجي على الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وصرّح عبد الحفيظ السريتي، منسق المجموعة المنظمة، بأن المسيرة تمثل تأكيدًا جديدًا على الموقف الشعبي المغربي المبدئي والداعم لفلسطين من “النهر إلى البحر”، داعيًا الدول العربية إلى وقف التطبيع واستخدام أوراق ضغط فعالة مثل سلاح النفط، على غرار ما جرى في 1973.
من جانبه، شدد جمال كريمي بنشقرون، عن حزب التقدم والاشتراكية، على أن هذا الحراك الشعبي يأتي ردًا على “الغطرسة الصهيونية”، ورسالة للمجتمع الدولي بأن الجرائم المرتكبة في غزة لا يمكن أن تمرّ بصمت، داعيًا إلى تحرك أممي حاسم لمحاسبة المسؤولين عنها.
المسيرة التي اتسمت بحضور نسائي وشبابي لافت، جاءت أيضًا في سياق إقليمي محتدم، حيث ندد المحتجون بالقصف الأمريكي لمواقع إيرانية، واعتبروه امتدادًا لدعم غربي مطلق لما وصفوه بـ”الإرهاب الصهيوني”.
وأكدت خديجة الصبار، عضو مجموعة العمل الوطنية، أن التطبيع يجب أن يتوقف فورًا، وأن الشعب المغربي سيظل في صف المقاومة حتى تتحرر فلسطين بالكامل، مذكرة بأن “الخبز نفسه أصبح وسيلة قتل ممنهجة بحق أطفال غزة”.
وفي ختام المسيرة، شدد رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أوس الرمال، على أن القضية الفلسطينية توحّد كل الحساسيات السياسية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي “فتح على نفسه أبوابًا لن يتمكن من إغلاقها”، في إشارة إلى التصعيد الأخير مع إيران ودول الجوار.