أئمة اسكندينافيا يستنكرون حرق المصحف

أئمة اسكندينافيا يستنكرون حرق المصحف

قالت الرابطة المغربية للأئمة والقيمين الدينيين باسكندينافيا إنه “أمام الأفعال المتكررة لحرق المصحف الشريف بعدد من المدن السويدية، وما يشكله ذلك من استفزاز لمشاعر مسلمي السويد والعالم”، فإنها تندد وتستنكر بأشد العبارات “هذا السلوك المتهور والتصرف اللامسؤول”.

وأكد مجلس إدارة الرابطة، في بيان له، أن “العاقل من بني البشر، المتبصر لمثل هذا التصرف الأرعن، لن يسعه إلا رفض ما يظهره من عقليةٌ اصطداميةٌ متطرفة، يضيق صدرها عن قبول التنوع في مجتمع واحد كالمجتمع السويدي، المعروف تاريخيا بطابعه المجتمعي القائم على التمدن والتعايش السلمي، وانفتاحه الإنساني على مختلف الثقافات والحضارات”.

وأضافت الرابطة أن “السلوك اللامسؤول سيضر في المقام الأول بمصالح السويد الإستراتيجية وسمعتها الطيبة التي بناها شعبها جيلا بعد جيل على مدار عشراتِ العقود من الزمان، ما جعلها تراكم إرثا تاريخيا ضخما أكسبها سمعة عالمية انفردت بها عن كثير من الدول”، وزادت: “يكفي السويد شرفا أنها لم تكن في يوم من الأيام قوة استعمارية، كما يكفيها شرفا أنها دائما ما تعبر عن مواقف سياسية وإنسانية مشرفة لصالح عدد من قضايا شعوب العالم العادلة”.

كما ورد ضمن البيان أن الرابطة “لا تستغرب وجود عقليات تناهت في الضيق والصغر وأعمت بصيرتها الكراهية السوداء، لأنها تبقى في النهاية حالات فردية شاذة لا تعبر بالضرورة عن الشعب السويدي، الذي هو في أصله شعب القيم والثقافات، ولكنها تستغرب أشد الاستغراب غياب تدخل جهات حكومية وحزبية لها وزنها واحترامها لمنع هذه السلوكيات التي تنسف في الصميم مكتسبات تاريخية تخدم الدبلوماسية الإنسانية والموازية لدولة عريقة ومحترمة كمملكة السويد”.

ودعت الرابطة جميع المسلمين بمدن السويد، خصوصا فئة الشباب، إلى “التحلي بأقصى درجات الحكمة، وضبط النفس”، مضيفة: “إذا كان الفعل شنيعا في أصله، إلا أنه صادرٌ من فرد لا يمثل الشعب السويدي، بل بالعكس لطالما شاهدنا مواقف مشرفة لهيئات سويدية ونساء ورجال سويديين يرفضون هذا السلوك ولا يرونه إلا شكلا من أشكال العنصرية والفاشية البغيضة، ولذلك فإن أي رد عنيف هو خدمةٌ مجانيةٌ لتغذية نار الكراهية وتقسيم المجتمع السويدي، وهو ما يسعى إليه هؤلاء المتطرفون”.

وشددت الهيئة ذاتها على أنها “تنتصر لحرية التعبير، ولا ترى في حرق المصحف الشريف شكلا من أشكاله، وتحيط المعنيين علما بأن الإقدام على حرقه، أو حرق أي كتاب مقدس، هو عملٌ مرفوضٌ من عدد من الهيئات الأوروبية والأممية”.

وجاء في ختام البيان أن “الرابطة، إذ تدين وتستنكر هذا الفعل الشنيع والتصرف الاستفزازي، فإنها في الوقت نفسه تعول على العقلية الإنسانية الحضارية المنفتحة للشعب السويدي، وعلى وعي المسلمين السويديين، وعلى حكمة وتبصر القائمين على السياسات العليا بهذا البلد العريق، لتفويت الفرصة على الساعين لأهداف الانقسام وبث الكراهية والإساءة للمكتسبات والمصالح العليا للدولة السويدية، والعمل في المقابل على دعم وتعزيز قيم السلام والتعايش في ظل الاحترام التام للق وانين”.