بقلم: مصطفى البحر
يعود العمود الإعلامي “أبواب الصمت” الذي تقرر العمل به في أواخر التسعينات من القرن الماضي كواحد من الأعمدة التي أشاعت من خلالها عشرات القضايا والاحداث التي شهدتها الساحة الوطنية والدولية وكذا الإقليمية، بخاصة على مستوى قضية وحدتنا الترابية التي كانت تكتسح النصيب الأوفر من هذه الفسحة الإعلامية إن صح التعبير في أكثر من منبر إعلامي وصحيفة ورقية، يعود اليوم ذات العمود عبر بوابة الموقع الإلكتروني الإخباري “الملاحظ ” للزميل عبد الرحمان البدراوي، وهو المنبر عينه الذي عرف النور مطلع التسعينات كصحيفة ورقية، قبل أن تتحول الى موقع إلكتروني إخباري يربط الماضي بالحاضر ويستشرف ٱفاق المستقبل الإعلامي المغربي ومن خلاله الدولي في تحد لكل الصعاب والإكرهات وتجاوز لآفة لتوعكات والإختلالات المتواترة التي تتسيد المشهد الإعلامي المغربي بشكل مثير ومقزز.
تحد فرضت فصوله التراجيدية في غفلة من أهل مهنة المتاعب، حالات الإنفلات والفوضى والتسيب بكل تجلياته الخطيرة والداهمة لعرين مهنة يفترض أنها رسالة نبيلة تتغي رفع كل أشكال التحدي إن على مستوى تحصين المهنة من الدخلاء أو على مستوى تجويد طبيعة الخطاب لتيسير مساراته المهنية في أفق محاولة استيعاب التحولات والمتغييرات التي يشهده القطاع داخليا وخارجيا، أو على مستوى توسيع دائرة منسوب الوعي داخل المجتمع بالقدر الذي يسهم في محاولة فك الإرتباط الشبه كاتوليكي المشوه لصورة الصحافة والإعلام الذي أسست له عنوة طينة من الجهلاء والمتطفلين والدخلاء على المهنة. هذا دون الحديث عن قضية أزمة فقدان الثقة الحاصل اليوم بين منهة الصحافة والإعلام وبين القراء والرأي العام، بعد ان ساهمت هذه العصابة من الطفيليات في تميع الرسالة النبيلة للمهنة على أكثر من صعيد.
في ظل كل هذه التحديات والإكراهات الرهيبة التي أصبحت بقوة الشيء وفعله كما يقال في لغة رجال القانون، وفي ظل كذلك معضلة حالات الإنقسام والتشرذم التي تطبع مربعات العديد من التنظيمات والجمعيات المهنية داخل الساحة المهنية، وما ترتب ومايزال عن هذه السابقة في تاريخ مهنة الصحافة والإعلام بالمغرب، تأتي وتنبري بعض المحاولات في صيغة المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية الإخبارية المسؤولة والمهنية، لمواجهة طوفان هذه الإنحرافات والمطبات والتجاوزات المرتكبة بإسم الصحافة والإعلام.
والموقع الإلكتروني الإخباري “الملاحظ” أحد هذه المواقع الرصينة التي آلت على نفسها خوض غمار هذا التحدي والتطلع بثبات وحكمة من أجل الساهمة الكيفية والنوعية في محاولة تحصين المهنة والدفاع عن قواعدها وأسس ميثاق وأخلاقها المتعارف عليها عالميا، والعمل على حمايتها من المتسلقين والمتطفيلن والمرتزقة، ومحاربة ميكروفونات قنوات الواد الحار.
وتأسيسا على هذا المنحى تأتي زاوية ” أبواب الصمت” لتفتح نوافذها الإعلامية من على منبرنا الإلكتروني الإخباري “الملاحظ ” معلنة انطلاق فصل إعلامي جديد خدمة لمبدأ الصحافة الجادة والهادفة ومعالجة القضايا والاحداث الوطنية والدولية على اختلاف توجهاتها بكل تواضع، بمهنية وموضوعية واحترافية مطلوبة.
والله المستعان.