الملاحظ نورة حكيم ( صحفية متدربة)
شهد مطار فانكوفر الدولي، أحد أكبر المطارات في كندا وأكثرها نشاطًا، إغلاقًا مؤقتًا يوم الثلاثاء، عقب تلقي السلطات بلاغًا عن احتمال اختطاف طائرة خفيفة من طراز “سيسنا 172”، كانت تقترب من المجال الجوي للمطار في ظروف غير اعتيادية.
وذكرت شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) في بيان رسمي أن البلاغ ورد عند الساعة 1:10 ظهرًا بالتوقيت المحلي (08:10 بتوقيت غرينتش)، مشيرة إلى أن الطائرة أقلعت من منطقة غير مرخص لها بالطيران في جزيرة فانكوفر وتم تغيير مسارها بشكل مفاجئ نحو المجال الجوي الخاضع لرقابة مطار فانكوفر الدولي.
وفور ورود البلاغ، تم تفعيل بروتوكولات الطوارئ الخاصة بالمطار، حيث أُغلقت المدارج بشكل مؤقت وتم تحويل بعض الرحلات الجوية إلى مطارات بديلة في المنطقة. كما انتشرت وحدات من الشرطة وأجهزة الأمن الفيدرالية في محيط المطار تحسبًا لأي تطورات محتملة.
وصرّحت مصادر أمنية مطلعة بأن الطائرة لم تتجاوب مع محاولات الاتصال اللاسلكي لعدة دقائق، ما أثار الشكوك حول احتمال تعرضها للاختطاف أو أن قائدها يعاني من ظرف صحي أو تقني طارئ. وبحسب البيان، فقد تمت مرافقة الطائرة من قبل طائرة تابعة لسلاح الجو الكندي حتى هبوطها بأمان في مدرج مخصص داخل المطار، حيث تم توقيف الطيار للتحقيق.
أكدت السلطات أنه لم تسجل أي إصابات خلال الحادث، سواء على متن الطائرة أو في محيط المطار. وتمت السيطرة على الوضع في غضون ساعة من البلاغ، قبل أن يُعاد فتح المجال الجوي بشكل تدريجي وتُستأنف الرحلات بشكل طبيعي.
وتجري حالياً تحقيقات موسعة بالتعاون بين شرطة الخيالة الملكية الكندية وهيئة النقل الجوي المدني، لتحديد ملابسات الحادث والدوافع وراء تغيير مسار الطائرة. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الطيار كان بمفرده ولم يتم رصد وجود ركاب آخرين على متن الطائرة.
أوضحت الجهات المختصة أن الطائرة، وهي من طراز “سيسنا 172”، تعد من أكثر الطائرات الصغيرة استخدامًا في مجال الطيران الخاص والتدريب. ويجري حالياً فحص سجل الطائرة وتاريخ صيانتها، بالإضافة إلى مراجعة خلفية الطيار النفسية والجنائية ورخصته الجوية.
وفي انتظار نتائج التحقيقات، أكدت إدارة مطار فانكوفر الدولي أنها ستراجع جميع الإجراءات الأمنية المتعلقة بالطائرات الخاصة، خصوصًا تلك القادمة من مناطق غير خاضعة لمراقبة جوية صارمة.
تسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية الجاهزية الأمنية والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالطيران المدني والأمن الوطني، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه سلامة النقل الجوي. ورغم أن الأمر انتهى دون إصابات أو أضرار، إلا أن مثل هذه الحوادث تذكّر بضرورة تعزيز آليات الرصد والتتبع للطائرات الصغيرة التي قد تمثل ثغرة في المنظومة الأمنية للمجال الجوي.