الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
يشهد المغرب إقبالاً غير مسبوق على مباراة ولوج المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، المرتقب تنظيمها خلال شهر شتنبر المقبل، حيث يتأهب آلاف الحاصلين على شهادة البكالوريا بدورتي 2024 و2025 لخوض هذه المنافسة التي تعد بوابة نحو الاندماج المهني في القطاع الصحي. وتراهن فئات واسعة من المترشحين على الظفر بمقعد دراسي داخل مؤسسات الـ”ISPITS”، لما توفره من تكوين أكاديمي مؤطر بنظام الإجازة والماستر والدكتوراه (LMD)، وما تتيحه من فرص للتوظيف في القطاع العام والخاص أو بالمهجر، في ظل الخصاص الذي تعرفه الأطر التمريضية محلياً ودولياً.
ووفق معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن المباراة تستهدف استقطاب نحو 8600 طالب جديد، سيتوزعون على 25 مؤسسة تشمل 12 معهداً و13 ملحقة بمختلف جهات المملكة، في تخصصات متنوعة من العلاجات التمريضية إلى القبالة وتقنيات الصحة والمساعدة الاجتماعية والترويض.
ويعزو خبراء وباحثون هذا الإقبال الكبير إلى اعتماد نظام LMD الذي أتاح إمكانية متابعة الدراسات العليا إلى غاية الدكتوراه، وتوسيع العرض الأكاديمي إلى ما يزيد عن 24 تخصصاً، فضلاً عن محدودية البطالة في صفوف الخريجين. كما ساهم قرار برمجة المباراة خلال شهر شتنبر بدلاً من أكتوبر في استقطاب أصحاب المعدلات العليا بالبكالوريا، ما رفع عتبة الانتقاء وزاد من حدة التنافس.
ويرى مهنيون أن هذه الدينامية تعكس تزايد جاذبية القطاع الصحي في المغرب، بالنظر إلى أهميته في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية ومواكبة المخططات التنموية المقبلة، فضلاً عن دوره المحوري في الاستعداد للتظاهرات الدولية الكبرى التي ستحتضنها المملكة. وتبقى المهن التمريضية وتقنيات الصحة خياراً استراتيجياً للشباب الباحثين عن تكوين أكاديمي رصين وفرص إدماج مهني واسعة داخل المغرب وخارجه.
