اتفاق طاقي ضخم في دمشق بحضور المبعوث الأمريكي.. وباراك يدعو إلى اتفاق “عدم اعتداء” بين سوريا وإسرائي

في خطوة وُصفت بالتاريخية، وقّعت الحكومة السورية، يوم الخميس 29 ماي 2025، مذكرة تفاهم بقيمة سبعة مليارات دولار للاستثمار في مجال الطاقة، بحضور المبعوث الأمريكي الجديد إلى سوريا توماس باراك، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.

الاتفاق الذي يُعد الأضخم منذ رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية عن دمشق، جمع ائتلافًا من شركتين أمريكية وقطرية، إلى جانب شركتين تركيتين، ويهدف إلى توليد 5000 ميغاواط من الكهرباء، وفق ما أعلن عنه وزير الطاقة السوري محمد البشير، الذي اعتبر الصفقة تطبيقًا عمليًا لفك الحصار الاقتصادي على بلاده.

الزيارة، التي تُعد الأولى من نوعها منذ إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق عام 2012، شهدت كذلك رفع العلم الأمريكي فوق مقر إقامة السفير بمنطقة أبو رمانة، في مؤشر واضح على بدء استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وخلال تصريح إعلامي في دمشق، قال المبعوث الأمريكي توماس باراك إن الولايات المتحدة تؤمن بإمكانية تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، مقترحًا البدء بـ”اتفاق عدم اعتداء” كمرحلة أولى، تتبعها مفاوضات حول ترسيم الحدود. كما كشف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

زيارة باراك تأتي بعد أيام من تعيينه رسميًا مبعوثًا خاصًا لبلاده إلى سوريا في 23 ماي الجاري، إلى جانب كونه سفيرًا لواشنطن في تركيا. وسبق للوفد الأمريكي أن شارك في لقاء ثنائي مع الرئيس الشرع في الرياض، ما مهّد لتسريع عودة العلاقات.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية سورية، اعتُبر افتتاح مقر إقامة السفير الأمريكي خطوة تعكس تطور العلاقات بين البلدين، خاصة بعد إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، إثر هجوم واسع قادته جماعات معارضة، على رأسها هيئة تحرير الشام، التي يقودها الآن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

ووسط ترقب إقليمي واسع، من المرتقب أن يزور باراك إسرائيل الأسبوع المقبل رفقة نائب مبعوث ترامب للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في إطار بحث ترتيبات ما يُتداول حول انخراط دمشق المحتمل في اتفاقيات إبراهيم، وتحديدًا إمكانية التوصل إلى تفاهمات أمنية بين سوريا وإسرائيل.

وفي سياق هذه المتغيرات، أشارت تقارير إلى أن إسرائيل تتابع بحذر صعود نظام الشرع، لا سيما في ظل خلفيته الجهادية السابقة، لكنها تلقت رسائل طمأنة بشأن التعاون المحتمل، في وقت تستمر فيه الضربات الجوية الإسرائيلية لمواقع داخل سوريا.

ويُذكر أن السفارة الأمريكية في دمشق كانت قد أُغلقت في فبراير 2012، عقب تحول الاحتجاجات إلى صراع مسلح، لتعمل واشنطن منذ ذلك الحين عبر مبعوثين من خارج الأراضي السورية. ويُعد باراك أول مسؤول أمريكي يزور دمشق رسميًا منذ 13 عامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist