احتجاجات ضد مداهمات الهجرة تتحول إلى اضطرابات عنيفة في لوس أنجلوس وسط تدخل عسكري ورفض سياسي
رحاب أبياض
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أنقذ مدينة لوس أنجلوس من “الاحتراق الكامل” بعد قراره إرسال قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية (المارينز) إلى المدينة، إثر احتجاجات عنيفة اندلعت رفضاً لإجراءاته المشددة ضد الهجرة غير الشرعية.
وكتب ترامب، صباح الثلاثاء، على منصته “تروث سوشيال”: “لو لم أُرسل قوات إلى لوس أنجلوس في الليالي الثلاث الماضية، لكانت تلك المدينة الجميلة والعظيمة تحترق الآن، تمامًا كما احترق 25 ألف منزل فيها من قبل، بسبب حاكم وعمدة عديمي الكفاءة”.
وأضاف أن المدينة كانت على وشك “الانزلاق نحو تمرد”، محمّلاً المسؤولية لحاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم.
وكان البنتاغون أعلن، الاثنين، أن ترامب أمر بنشر 2000 عنصر إضافي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، تزامناً مع تأكيد الجيش الأميركي إرسال 700 جندي من المارينز لحماية الممتلكات والمرافق الفدرالية.
وأوضح الجيش في بيانه أن الهدف من هذه الخطوة هو “تزويد قوة المهام 51 بعدد كاف من القوات لتأمين تغطية مستمرة للمنطقة”.
ورغم الطابع الاستثنائي لهذا القرار الذي يتضمن نشر قوات عسكرية نشطة داخل الأراضي الأميركية، قالت وزارة الدفاع إنه جاء استجابةً لما وصفته بـ”تصاعد التهديدات ضد مسؤولين ومبانٍ فدرالية في المدينة”.
وقد شهدت شوارع لوس أنجلوس احتجاجات عنيفة تخللتها أعمال شغب، حيث أغلق المحتجون الطرقات وأضرموا النار في سيارات، في وقت استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية لتفريقهم.
وكان مركز الاحتجاز الفدرالي وسط المدينة مركزًا لهذه المواجهات.
ووفق شبكة CNN، فإن أسباب التوتر تعود إلى التركيبة السكانية للمدينة التي تضم نسبة كبيرة من اللاتينيين والمهاجرين، حيث يشكل هؤلاء نحو 48.6% من السكان، وأغلبهم من الفئات المتأثرة مباشرة بسياسات الهجرة الجديدة.
وكانت وزارة الأمن الداخلي قد كشفت عن ارتفاع غير مسبوق في عدد الاعتقالات اليومية لمرتكبي مخالفات الهجرة، حيث تم تسجيل 2000 حالة يوميًا في الأيام الأخيرة، مقارنة بمتوسط يومي بلغ 311 فقط عام 2024 في عهد بايدن.
من جهتها، قالت عمدة لوس أنجلوس كارين باس إن حملة الاعتقالات التي نفذتها سلطات الهجرة الجمعة الماضي وسط المدينة هي ما أشعل فتيل الاحتجاجات.
وأكدت في مقابلة مع MSNBC: “هذه مدينة للمهاجرين، وما حدث يزيد من شعورهم بعدم الأمان”.
وقد أثار قرار ترامب موجة انتقادات شديدة، أبرزها من حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، الذي وصف الخطوة بأنها “تحقيق لخيال رئيس ديكتاتوري”، وأكد أن نشر المارينز “انتهاك لسيادة المدينة”.
وبادرت الولاية إلى رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب، معتبرة أن نشر الحرس الوطني تم دون تنسيق مع سلطات الولاية، ويعد سابقة خطيرة في استخدام الجيش داخلياً.
كما أبدى المدافعون عن الحقوق المدنية قلقهم من هذا التصعيد، مشيرين إلى أن نشر عسكريين في الخدمة الفعلية داخل البلاد يُعد قرارًا استثنائيًا يتعارض مع المبادئ الدستورية المتعلقة بالحريات المدنية.
