الملاحظ- نورة حكيم (صحفية متدربة)
شهد حي درب الكادة بمنطقة سيدي يوسف بن علي في مدينة مراكش، ليلة الأحد 3 غشت الجاري، حادثًا مأساويًا خلف حالة من الذهول وسط السكان، بعدما تطور شجار عادي بين جار وجارتين إلى اعتداء دموي عنيف، استُخدمت فيه أداة حديدية، مما أسفر عن إصابات خطيرة في صفوف الضحيتين.
وبحسب المعطيات ، فإن الحادث وقع قرابة منتصف الليل، حين دخل الجاني، المعروف لدى الجيران بسلوكياته العدوانية، في خلاف حاد مع جارته وأختها، لأسباب ما تزال قيد التحري، قبل أن يستل عصا حديدية ويوجه ضربات قوية للضحيتين، متسبباً في إصابتهما إصابات بليغة على مستوى الرأس وأجزاء متفرقة من الجسد.
وفور وقوع الاعتداء، تدخلت عناصر الوقاية المدنية، حيث جرى نقل الضحيتين على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى محمد السادس بمراكش، وسط حالة من الهلع، إذ أكدت مصادر طبية أن الإصابات التي تعرضتا لها تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً، نظراً لخطورة حالتهما الصحية.
وقد حضرت المصالح الأمنية إلى عين المكان بعد إشعارها بالواقعة، وتم توقيف المشتبه فيه على الفور من قبل عناصر الدائرة الأمنية السادسة، التي باشرت التحقيقات الأولية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات الحادث وظروف وقوعه، وكذا الوقوف على ما إذا كان للمشتبه فيه ملف طبي يثبت إصابته باضطرابات نفسية، كما ادعى بعض جيران الحي.
الحادث خلف حالة من الاستياء والغضب في صفوف سكان الحي، الذين استنكروا بشدة هذا الفعل الإجرامي، معتبرين أنه غير معهود في المنطقة التي توصف عادة بالهدوء. وأعرب عدد من الجيران في تصريحات متفرقة عن قلقهم من تصاعد السلوكيات العنيفة في الأوساط السكنية، خاصة تلك المرتبطة بحالات نفسية غير مراقبة أو غير معالَجة.
وتواصل المصالح الأمنية تحرياتها في القضية، حيث يتم الاستماع إلى الشهود، وجمع الإفادات من محيط الضحيتين والجاني، في انتظار نتائج التحقيق التي ستحدد المسؤوليات والدوافع الحقيقية وراء الاعتداء.
ويطرح هذا الحادث من جديد إشكالية تدبير الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية داخل الأحياء السكنية، وضرورة توفير آليات للرصد والتكفل والمتابعة، لتفادي مثل هذه المآسي التي تقض مضجع الساكنة وتُهدّد أمنها النفسي والجسدي.