الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
في سياق انخراطه المتواصل في الجهود الدولية لدعم التنمية المستدامة وتعزيز القيم الديمقراطية، شارك وفد من مجلس النواب المغربي، يرأسه النائب الأول للرئيس محمد صباري، في المنتدى البرلماني الرفيع المستوى الذي نظمه الاتحاد البرلماني الدولي بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 22 يوليوز 2025، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. ويأتي هذا الحضور ضمن فعاليات المنتدى السياسي العالمي الذي يُعقد سنويًا لمناقشة تقدم أهداف التنمية المستدامة وأدوار البرلمانات في تنفيذها.
استعرض الوفد المغربي، في مداخلاته الرسمية، النموذج المغربي في النهوض بالمساواة بين الجنسين، مسلطًا الضوء على الإصلاحات التشريعية والمؤسساتية التي اعتمدتها المملكة لتعزيز حقوق النساء والفتيات، ومكافحة مختلف أشكال العنف القائم على النوع، إلى جانب توسيع تمثيلية المرأة في المجالس المنتخبة.
كما تطرّق الوفد إلى الجهود المبذولة في مجال تعزيز الصحة الجيدة والرفاه، ولا سيما تلك المتعلقة بتعميم التغطية الصحية وتحسين الخدمات الطبية بالمناطق القروية، وتطوير السياسات العمومية الموجهة لصحة الأم والطفل، وتحسين الولوج إلى خدمات الصحة الإنجابية.
ناقش المنتدى موضوعين رئيسيين من أهداف التنمية المستدامة الأممية، وهما:
- الهدف الخامس: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
- الهدف الثالث: ضمان الصحة الجيدة والرفاه للجميع في مختلف مراحل الحياة.
وقد أجمع المشاركون من مختلف البرلمانات الوطنية على أهمية تسريع وتيرة تنفيذ هذه الأهداف، مع إبراز الدور التشريعي والرقابي الحيوي للمؤسسات التشريعية، من أجل إقرار سياسات منصفة وشاملة تراعي احتياجات الفئات الأكثر هشاشة.
ضم الوفد المغربي كلاً من:
- أحمد تويزي (رئيس فريق الأصالة والمعاصرة)،
- مصطفى الرداد (عن فريق التجمع الوطني للأحرار)،
- أحمد العالم (عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية)،
- خدوج السلاسي (عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية).
وقد عكس تنوع الوفد التزام البرلمان المغربي بمقاربة تشاركية، تعزز حضور كل الفرق السياسية في الفضاءات الدولية، وتُبرز التعددية السياسية كجزء من الثقافة البرلمانية الوطنية.
يمثل هذا المنتدى البرلماني الرفيع منصة مهمة لتبادل أفضل الممارسات التشريعية، وبحث سبل تعزيز التعاون الدولي بين البرلمانات في مجال تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة. وقد أكد الوفد المغربي، من خلال مشاركته، التزام البرلمان بالمساهمة الفاعلة في تحقيق الأهداف الأممية، وتعزيز حضور المغرب في النقاشات الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والتنمية الشاملة.
الحضور المغربي في المنتدى البرلماني الرفيع بنيويورك يجسّد الدينامية الإيجابية للدبلوماسية البرلمانية المغربية، التي باتت تضطلع بدور فاعل في الترويج للنموذج الإصلاحي المغربي على الصعيد الدولي. كما يُبرز هذا الانخراط إرادة مؤسساتية لتكريس مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية، والانفتاح على التجارب العالمية، بما يخدم أهداف التنمية ويعزز تموقع المغرب كشريك فاعل في المنظومة الدولية.
