السعودية تعلن نجاح موسم الحج 2025 دون تسجيل أي حوادث… وتنوه بالتنظيم الذكي والسلامة الشاملة

رحاب أبياض

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم الإثنين 9 يونيو 2025، عن نجاح موسم الحج لهذا العام، مؤكدة أنه اختُتم دون تسجيل أي حوادث تُذكر، في واحد من أكثر المواسم انتظامًا وسلامة خلال السنوات الأخيرة. ويأتي هذا النجاح تتويجًا لجهود استثنائية أمنية وتنظيمية وتقنية، ساهمت في ضمان سلاسة أداء المناسك لأكثر من 1.6 مليون حاج، من 171 جنسية.

وأكد وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، خلال لقائه مع ممثلي القطاعات الأمنية المشاركة في تنظيم الحج، أن هذا الإنجاز يعكس ثمرة التخطيط المبكر والتنفيذ المنضبط والمراقبة الميدانية المستمرة، مشيرًا إلى أن الوعي العالي للحجاج والتزامهم ساهم بشكل كبير في تحقيق هذه النتيجة. كما نوّه بالدور الحيوي الذي قامت به الفرق الأمنية والميدانية المنتشرة في مختلف المواقع، على مدار الساعة، للتأمين وضمان انسيابية الحركة وتنقل الحجيج.

وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، فإن مناسك الحج هذه السنة مرت في أجواء هادئة وآمنة، دون تسجيل أي حوادث أمنية أو حالات تكدس أو انهيارات بشرية، وهو ما نُسب إلى “الاعتماد المكثف على التقنيات الذكية، وتعزيز آليات المراقبة والتحكم الميداني، وتوفير بنية تحتية عالية الجاهزية في مواقع الشعائر والمرافق الصحية”.

كما أشارت هيئة الإحصاء السعودية إلى أن عدد الحجاج بلغ 1.673.230، بينهم أكثر من مليون حاج قدموا من خارج المملكة، فيما توزّع الباقون على حجاج الداخل من مختلف الفئات، وذلك وسط خدمات متقدمة وفّرت بيئة مثالية لأداء المناسك في يسر وسكينة.

وسجلت وزارة الصحة السعودية انخفاضًا بنسبة 90% في حالات الإصابات الحرارية وضربات الشمس مقارنة بالموسم الماضي، الذي شهد وفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ويعود هذا التراجع إلى الإجراءات الاستباقية التي شملت تركيب ممرات مكيّفة، وتوزيع مئات أجهزة التبريد والرذاذ المائي ، في إطار خطة متقدمة لمواجهة موجات الحر.

وصرح الدكتور عبد الله عسيري، وكيل وزارة الصحة، بأن الخدمات الصحية شملت أكثر من 250 عملية قسطرة قلبية لمرضى القلب، إلى جانب تدخلات دقيقة لعلاج السكتات الدماغية عبر وحدة طبية متنقلة تُستخدم لأول مرة في موسم الحج، مشددًا على أن “الرعاية الصحية في موسم الحج لا تخضع لأي قيود، وتقدم وفقًا لأعلى المعايير الإنسانية والطبية”.

وفي سياق الجهود الرقمية، أطلقت وزارة الحج والعمرة خدمة جديدة عبر تطبيق “نسك”، تتيح إصدار شهادات حج إلكترونية للحجاج والعاملين في موسم الحج. وتسمح هذه الخدمة لكل حاج، بعد إتمام المناسك، بالحصول على شهادة إلكترونية مصممة بشكل شخصي، توثّق تجربته الروحية وتُخلّد ذكرى أداءه للركن الخامس من الإسلام. كما يمكن للجهات الرسمية إصدار شهادات شكر إلكترونية للعاملين في تنظيم الموسم، في مبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم الاعتراف والامتنان.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الحج والعمرة تسعى، من خلال تطبيق “نسك”، إلى تطوير تجربة الحاج عبر حلول رقمية متقدمة تُواكب تطلعات رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى تحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وضمان رحلة إيمانية متميزة وآمنة وسلسة.

وأشاد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي بالنجاح اللافت لموسم الحج، حيث انتشر وسم “#حج_بلا_حوادث” بكثافة على تويتر ومنصات أخرى، كتعبير عن الفخر الجماعي بالمستوى العالي للتنظيم، والإشادة بإدارة المملكة لأكبر تجمع بشري ديني في العالم.

وكانت المملكة قد استبقت انطلاق موسم الحج بسلسلة تدريبات ميدانية واسعة النطاق، شاركت فيها مختلف القطاعات الأمنية والعسكرية والصحية، شملت محاكاة كاملة لسيناريوهات الطوارئ المحتملة، ما انعكس على جاهزية الفرق الميدانية وفعالية الاستجابة السريعة لأي طارئ محتمل.

واعتبر مراقبون دوليون أن نجاح موسم الحج لهذا العام يُعد نموذجًا عالميًا في إدارة الحشود، والتكامل المؤسسي، وتطبيق الحلول الذكية، ويعكس التزام المملكة الكامل بخدمة ضيوف الرحمن، وتوفير أعلى معايير السلامة والرعاية لهم.

كما اختُتمت شعائر الحج بطواف الوداع في المسجد الحرام، بعد أن أكمل الحجاج أيام التشريق الثلاثة، ورمي الجمرات بمنى، وسط تنظيم دقيق وسلاسة في التنقل. وعبر العديد من الحجاج عن امتنانهم العميق لتجربتهم، وللتنظيم الذي وُصف بـ”الاستثنائي”، خاصة من حيث الراحة، والنظافة، وسهولة التنقل، والرعاية الطبية.

واختتمت وزارة الداخلية بيانها بالتأكيد على أن هذا النجاح لا يمثل فقط إنجازًا موسميًا، بل هو تأكيد على قدرات المملكة التنظيمية والتقنية والإنسانية في خدمة الإسلام والمسلمين، وحرصها الدائم على تطوير تجربة الحج بما يليق بمكانة الحرمين الشريفين وبضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.