العادات الشرائية للمغاربة: إقبال على التسوق الإلكتروني وتخوف من الأداء الرقمي

سلمى الركيب – صحيفة متدربة

“لا أملك الوقت الكافي لزيارة المحلات، بينما أتمكن ببساطة عبر الانترنت من تصفح آلاف المنتجات دون الحاجة لمغادرة مكاني، ومقارنة الأسعار بكليك قبل اتخاذ قرار الشراء”، هكذا عدد هشام (34 سنة، مهندس معلوميات) أسباب تفضيله للتسوق الالكتروني.

 

وأضاف “في المتاجر الفعلية، كنت أضيع الوقت والجهد في البحث عن الحجم المناسب و الألوان المفضلة.. أما في المتاجر الالكترونية، أستخدم الفلاتر التي يتيحها الموقع لتصفية النتائج حسب الحجم أو اللون أو المادة، كما أن التفاصيل التي تكون معروضة على كل منتج تشرح كل شيء أرغب في معرفته”.

قلق اختفى مع مرور الوقت

قبل أن تصبح طريقته المفضلة في التسوق، كان هشام يقلق في كل عملية تسوق إلكترونية يجريها من عدم الحصول على المنتج بنفس الشكل والجودة التي يبدو عليها في الصور، أو عدم وصوله في الوقت المحدد، أو من أن يتم الاحتيال عليه، إلا أن هذا القلق اختفى مع مرور الوقت.
يقول هشام “أصبحت أكثر دراية بآليات التسوق عبر الإنترنت، أشري من المتاجر الالكترونية الكبرى وذات السمعة الجيدة، وأقرأ تقييمات العملات بعناية شديدة، أما بخصوص الدفع أدفع ببطاقتي البنكية، ولحدود اليوم جميع العمليات التي أجريتها كانت سريعة وآمنة”.

أصبحت المتاجر الالكترونية خيارا مفضلا لدى عدد من المستهلكين المغاربة، فالأرقام التي قدمتها وزارة الصناعة والتجارة تفيد بأن التجارة الإلكترونية بالمغرب حققت رقم معاملات بلغ 22 مليار درهم سنة 2023، وأن هذا الرقم يرتفع سنويا ب30 في المائة، ما يعني أنه سيبلغ بنهاية هذه السنة 30 مليار درهم.

المحلل الاقتصادي رشيد ساري يرى أن هذا الإقبال راجع أساسا إلى التغيرات التي شهدها المجتمع المغربي، حيث أصبح يتفاعل أكثر مع المنتجات التي تقدمها هذه المتاجر الإلكترونية مثل الألعاب والحواسيب والهواتف النقالة وغيرها من الأدوات التي نشتغل بها في حياتنا اليومية، إضافة إلى هيمنة المجال التكنولوجي.

“الدفع نقدا يشعرني بالراحة أكثر”

هاجر طالبة بسلك الماستر بجامعة محمد الخامس بالرباط، لها رأي مختلف “أفضل التسوق من المحلات الفعلية، حيث يمكنني التفاعل مباشرة مع البائعين، وتجربة المنتجات عن قرب والتأكد من سلامتها قبل شرائها، الشيء الذي لا يمكن أن يتحقق في التسوق الإلكتروني”.

وتابعت قائلة “التسوق من المحلات الفعلية يجنبني التعرض للاحتيال الإلكتروني والنصب، كما أن الدفع نقدا يشعرني بالراحة أكثر”.

وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي رشيد ساري في تصريح للملاحظ ” تداول الكاش وصل إلى أكثر من 400 مليار درهم، وهو رقم مخيف جدا”، وأضاف “كان هناك انفراج إبان جائحة كورونا والكل اعتقد بأنه سوف تكون هناك استدامة ومواصلة للعمل بالأداء الرقمي، لكن للأسف هناك استفحال للتعامل بالنقد”.

وقال المتحدث نفسه أن ذلك راجع لعدة عوامل “أولا القطاع غير المهيكل، ثانيا مستوى الوعي لدى المغاربة ومدى تمكنهم من التقنيات الرقمية اللازمة، أضف إلى ذلك أن بعض منصات الأداء الإلكتروني صعبة ومتعثرة الولوج، ففي بعض الأحيان مجرد الضغط على إحدى الخانات يمكن أن يعرض المستعمل لمجموعة من الأضرار مثل فقدان أمواله”

وأشار ساري في حديثه إلى أن مجموعة من الأبناك لديها مشاكل تقنية، تعثر قيام الأشخاص بعملياتهم البنكية، وهذا ما دفع الكثير من الأشخاص الذين يتعاملون مع الأبناك إلى الاحتفاظ بأموالهم في خزائن داخل البيت ( Coffres-forts)، لأنه بالنسبة لهم الخزينة المنزلية أفضل وأأمن من البنك”.

وقد سبق لوالي بنك المغرب السيد عبد اللطيف الجواهري أن أشار إلى إشكالية كثرة تداول النقد في المغرب، مفيدا أننا وصلنا إلى أكثر من 430 مليار من التعاملات التي تتم نقدا، موضحا أن ذلك يمثل حوالي 30 في المئة من الناتج الداخلي الخام، وهي من بين النسب الأعلى في العالم بأسره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist