المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس: نموذج للتحول الريادي والتنمية المستدامة في إفريقيا

 

الملاحظ نورة حكيم ( صحفية متدربة)

بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، تتوالى الإشادات الإقليمية والدولية بما حققته المملكة المغربية من منجزات استراتيجية وتحولات بنيوية، كان آخرها ما أكده رئيس البنك الإفريقي للتنمية، السيد أكينوومي أديسينا، في حوار، مشيداً بقيادة جلالة الملك كقائد إصلاحي جريء ورائد في القارة الإفريقية.

منذ توليه العرش سنة 1999، رسم جلالة الملك محمد السادس مساراً واضحاً للإصلاح الشامل والتحديث المتوازن، قوامه رؤية استراتيجية مدعومة بإرادة سياسية قوية واشتغال متواصل على أرض الواقع. وقد أسفرت هذه الدينامية عن إطلاق مشاريع مهيكلة وأوراش تنموية ضخمة غطت مختلف ربوع المملكة، ساهمت في ترسيخ موقع المغرب كدولة صاعدة في محيطها الإقليمي والدولي.

وفي هذا السياق، أكد رئيس البنك الإفريقي للتنمية أن المملكة المغربية نجحت، خلال أزيد من ربع قرن، في بناء نموذج تنموي متكامل يُحتذى به، يعتمد على تعزيز البنيات التحتية، وتحسين مناخ الأعمال، والانخراط في سلاسل القيمة العالمية، مما مكن البلاد من احتلال مكانة متقدمة ضمن الاقتصادات الأكثر استقراراً وتقدماً في إفريقيا.

يُعد تطوير البنية التحتية من بين أبرز المؤشرات على هذا التحول المغربي. إذ تم بناء شبكة طرقية متطورة تشمل آلاف الكيلومترات من الطرق والطرق السيارة، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع هامة لفك العزلة عن المناطق القروية، وتعميم الولوج إلى الماء الصالح للشرب، ما يعكس التزام الدولة بعدالة مجالية وشمولية في التنمية.

لم تقتصر الرؤية الملكية على الجوانب الاقتصادية فقط، بل جعلت من تنمية الرأسمال البشري أولوية وطنية، من خلال إصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال، خاصة لدى الشباب، فضلاً عن النهوض بالقطاعات الاستراتيجية، التقليدية منها كالزراعة والصناعة التقليدية، والحديثة كالصناعة والطاقات المتجددة.

أبرز السيد أديسينا أن المغرب تمكن من الحفاظ على توازناته الماكرو-اقتصادية، وتحسين أداء مؤسساته، عبر اعتماد إصلاحات عميقة ومستدامة. كما أن السياسات العمومية بعيدة المدى، المقترنة بالاستثمارات المهيكلة، ساهمت في تعزيز مكانة المملكة ضمن الاقتصادات الإفريقية الأكثر تنافسية واندماجاً في الاقتصاد العالمي.

هذه التحولات الاقتصادية رافقها تقدم ملحوظ على الصعيد الاجتماعي، تمثل في انخفاض معدلات الفقر، وتحسن مؤشرات الصحة، وارتفاع متوسط أمد الحياة، إلى جانب توسيع الولوج إلى التعليم والخدمات الأساسية، خصوصاً في الوسط القروي، مما يعكس الطابع الشمولي للنهج التنموي المغربي.

وفي ما يخص التعاون جنوب-جنوب، شدد رئيس البنك الإفريقي للتنمية على الدور الريادي للمغرب داخل القارة، سواء عبر مبادراته الاقتصادية والدبلوماسية، أو من خلال احتضانه لتظاهرات كبرى، كالدورة السادسة عشرة لتجديد موارد صندوق التنمية الإفريقي سنة 2022 بطنجة، التي أفضت إلى تعبئة مبلغ غير مسبوق يقارب 10 ملايير دولار، وكذا “أيام السوق” Forum Market Days في مراكش والرباط، التي شهدت تدفقات استثمارية بمليارات الدولارات.

واختتم السيد أديسينا حديثه بالتأكيد على أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، يرسخ مكانته كفاعل رئيسي في إعادة تشكيل مستقبل القارة الإفريقية، من خلال مساهمته الفعلية في بناء اقتصاد إفريقي تنافسي، مندمج ومستدام.

يمثل النموذج المغربي تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس مرجعاً حقيقياً في مجال التنمية الشاملة والاندماج الإفريقي، حيث يجمع بين الحكامة الرشيدة، والرؤية الاستراتيجية، والعمل الميداني. إنه نموذج لدولة إفريقية طموحة، تتقدم بخطى واثقة نحو مستقبل تنموي واعد، وتُرسّخ موقعها كقاطرة للتحول في القارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist