الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
في خطوة تعكس متانة العلاقات المغربية الفيتنامية وتطلع البلدين إلى بناء شراكة متجددة ومتعددة الأبعاد، أجرى رئيس الحكومة المغربية، السيد عزيز أخنوش، يوم الجمعة 25 يوليوز 2025 بالرباط، مباحثات رفيعة المستوى مع رئيس الجمعية الوطنية لفيتنام، السيد تران ثانه مان، الذي يزور المملكة على رأس وفد برلماني هام.
هذا اللقاء الدبلوماسي الهام، الذي يندرج ضمن جهود تعزيز الحوار السياسي والتعاون البرلماني بين البلدين، شكّل مناسبة لاستعراض سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، تحت القيادة الرشيدة لكل من جلالة الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية فيتنام السيد لونغ كوونغ.
وخلال هذه المباحثات، أكد السيد أخنوش على عمق الروابط التاريخية التي تجمع الرباط وهانوي، مشدداً على الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى استراتيجي أكثر انفتاحاً وشمولية. كما عبّر عن دعم الحكومة المغربية لمختلف المبادرات الاقتصادية التي من شأنها تحفيز الشراكة الثنائية، خاصة في مجالات الاستثمار، الصناعة، والابتكار.
من جهته، أبرز رئيس الجمعية الوطنية الفيتنامية أهمية هذه الزيارة كفرصة لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأشار إلى الطموح المشترك في جعل العلاقات الاقتصادية توازي في مستواها عمق العلاقات السياسية والدبلوماسية التي تربط المغرب بفيتنام.
وأجمع الطرفان على أن المغرب، بفضل موقعه الاستراتيجي وانفتاحه القاري، يُمكن أن يشكل منصة رئيسية للاستثمارات الفيتنامية نحو الأسواق الإفريقية. في المقابل، يمكن لفيتنام أن تضطلع بدور محوري كحلقة وصل بين المملكة المغربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تمثل تكتلاً اقتصادياً مهماً يضم أكثر من 600 مليون مستهلك.
كما شهد اللقاء تبادلاً واسعاً لوجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع الإشادة بالمستوى المتقدم الذي بلغته العلاقات البرلمانية بين الجانبين، والذي يشكل دعامة أساسية في تعزيز التقارب وتكثيف الحوار بين مؤسسات البلدين.
تحمل هذه الزيارة دلالات استراتيجية، تؤكد على انتقال العلاقات بين المغرب وفيتنام إلى مرحلة أكثر دينامية، تتسم بالتنوع والانفتاح على مجالات تعاون جديدة، قادرة على مواجهة تحديات التنمية ومواكبة التحولات الجيو-اقتصادية الإقليمية والدولية.
