الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تحقيق استقلال مالي وتقني أكبر، أعلن بنك المغرب عن تقدّمه في دراسة مشروع العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC)، بالتعاون مع مؤسسات دولية كبرى من ضمنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلى جانب مصر. هذه المبادرة تندرج ضمن جهود المغرب لمواكبة التحولات العالمية في مجال المدفوعات الرقمية وتيسير المعاملات العابرة للحدود.
وأكد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، أن المملكة تتبنى نهجًا حذرًا وعمليًا في تقييم الجدوى والآثار القانونية والمالية لهذه العملة، معتبراً أن اعتماد “الدرهم الرقمي” قد يُساهم في تعميم الشمول المالي وتعزيز الشفافية وتقليل التكاليف المرتبطة بالتحويلات النقدية.
ويتزامن هذا التوجه مع دعم قوي من شركاء دوليين لمسار التنمية الخضراء في المغرب. فقد أعلن بنك التنمية الأفريقي مؤخرًا عن تخصيص قرض بقيمة 100 مليون يورو (ما يعادل 116.4 مليون دولار) لتعزيز الزراعة المستدامة في المملكة، خصوصًا لفائدة النساء والشباب في المناطق الريفية.
ويهدف المشروع إلى دعم الابتكار الزراعي ومكافحة التغير المناخي، مع التركيز على تطوير نظم إنتاج غذائي أكثر استدامة، وتحسين سلسلة القيمة الزراعية. ويُتوقع أن يُساهم هذا التمويل في تحسين الأمن الغذائي الوطني، وخلق فرص عمل في قطاعات ذات قيمة مضافة.
وتشير هذه التطورات إلى رؤية مغربية متكاملة، تجمع بين التحول الرقمي والتحول البيئي، مما يعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية مستقرة وواعدة في إفريقيا، وقادرة على التكيّف مع التحديات العالمية.
