الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
في قلب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وعلى إيقاع الأطباق المتنوعة والتوابل العطرة، اختارت سفارة المملكة المغربية أن تبعث برسالة مختلفة، بعيدة عن اللغة الرسمية والخطابات التقليدية. كانت الرسالة واضحة: الثقافة المغربية، بما تحمله من نكهات وروائح، قادرة على أن توحد الشعوب، وتقرب بين الأمم أكثر مما تفعله السياسة أحيانًا.
وبالمناسبة، أكدت السفيرة نزهة علوي محمدي أن الطبخ المغربي ليس مجرد طعام، بل مرآة تعكس تنوع المملكة الثقافي، ونتاج قرون من التمازج الحضاري بين الأمازيغ، والعرب، والأندلسيين، والبحر المتوسط. كما أشارت إلى أوجه التشابه مع المطبخ الإثيوبي، سواء في غناه بالتوابل أو في ارتباطه بروح الكرم والاحتفاء بالضيف.
هنا، يصبح المطبخ سفيرًا صامتًا، لكنه فاعل، يُقدّم صورة ملموسة عن بلد لا يُختزل في موقعه الجغرافي، بل يتجلى في أطباقه، وتقاليده، وتفاصيل ضيافته اليومية.
في عالم يزداد انغلاقًا وصراعًا، تظل الثقافة إحدى الأدوات النادرة القادرة على خلق مساحة للحوار. والمغرب، عبر هذه المبادرة، أعاد التذكير بأن الدبلوماسية ليست فقط اتفاقيات ومعاهدات، بل أيضًا فنٌ في مدّ الجسور… بطبق دافئ ونكهة تُشبه الوطن.