انتقادات سياسية في الجزائر لاستضافة جامعة صيفية لجبهة البوليساريو بولاية بومرداس

الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)

أثارت استضافة ولاية بومرداس شمالي الجزائر للدورة الثالثة عشرة من الجامعة الصيفية لجبهة البوليساريو الانفصالية موجة انتقادات حادة من نشطاء وسياسيين جزائريين معارضين لسياسات النظام الحاكم، على خلفية تصريحات تصادمية أدلى بها قيادي في الجبهة استهدفت عدداً من الدول، واعتُبرت مستفزة وتمس بالمصالح الاقتصادية والعلاقات الخارجية للجزائر.

وخلال الفعالية، أطلق المسمى بشرايا حمودي بيون، الذي يشغل ما يسمى “الوزير الأول” في حكومة “جمهورية تندوف”، اتهامات ضد دول تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء، من بينها دول إفريقية تربطها علاقات مع الجزائر وأخرى تسعى الحكومة الجزائرية إلى تطبيع العلاقات معها. كما هاجم المغرب بدعوى تحالفه مع إسرائيل، وانتقد مواقف رئيس حكومة إسبانيا والرئيس الفرنسي، إلى جانب استقرار التمثيل القنصلي لعدد من الدول في مدن الصحراء، معتبراً أن ذلك يهدد السلم والأمن في المنطقة.

هذا الخطاب قوبل بانتقادات لاذعة، إذ اعتبر الناشط السياسي الجزائري عبد الكريم زغيلش أن تنظيم جامعة صيفية للبوليساريو في بومرداس، في وقت مُنع فيه حزب جزائري معتمد من إقامة نشاط مشابه، يطرح علامات استفهام حول ازدواجية المعايير. وأضاف أن تحويل بومرداس إلى منصة إعلامية للجبهة سمح بتوجيه هجمات علنية ضد دول كإسبانيا وفرنسا ودول الخليج، في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى تحسين علاقاتها مع هذه الأطراف، خاصة مدريد.

أما المحلل السياسي الجزائري رفيق بوهلال فاعتبر تصريحات المسؤول الانفصالي “خطيرة وغير مسؤولة”، خاصة أنها جاءت بعد أقل من 24 ساعة على رسالة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الملك محمد السادس التي جدد فيها تأكيد دعم مغربية الصحراء ومخطط الحكم الذاتي. وأوضح أن هذه المواقف قد تؤثر سلباً على العلاقات الجزائرية مع دول مثل إسبانيا، التي تحاول الجزائر ترميم علاقاتها معها بعد أزمة دبلوماسية حادة سنة 2022، وكذلك مع الإمارات التي تُعد من أكبر المستثمرين في الموانئ الجزائرية وقطاعات أخرى.

وأضاف بوهلال أن تصريحات قيادات البوليساريو قد تدفع نحو تجميد العلاقات مع بعض الدول، مما ينذر بخسائر اقتصادية وسياسية، ويعمّق عزلة الجزائر الإقليمية والدولية، خاصة أن الجبهة تنشط فوق الأراضي الجزائرية بتمويل من الخزينة العمومية وتدير شؤونها من مخيمات تندوف.

من جهته، أكد الناشط السياسي شوقي بن زهرة أن جبهة البوليساريو باتت في السنوات الأخيرة تخرج عن سيطرة النظام الجزائري، نتيجة الاحتقان الداخلي في صفوف المحتجزين في تندوف، وهو ما جعل خطابها أكثر تصادمية تجاه أطراف عدة. وأوضح أن السماح لجبهة انفصالية بإطلاق تصريحات تستهدف دولاً من داخل الأراضي الجزائرية قد يورط الدبلوماسية الجزائرية في مواجهات غير محسوبة، في وقت تحاول فيه الخارجية الجزائرية تجنب التصعيد مع دول تعترف بمغربية الصحراء أو تدعم الحكم الذاتي.

وختم بن زهرة بالقول إن تصاعد الخطاب الحاد للجبهة ستكون له انعكاسات سلبية على صورة الجزائر ومصالحها، مؤكداً أن عدم قدرة النظام على ضبط ممارسات البوليساريو قد يكلف البلاد ثمناً سياسياً باهظاً، يتجاوز المليارات التي أنفقتها الجزائر على دعم هذه الجبهة طوال العقود الخمسة الماضية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist