الملاحظ من الرباط
منذ تعيينه والياً على جهة الرباط–سلا–القنيطرة، أطلق محمد اليعقوبي سلسلة من الإشارات القوية التي تؤكد نيته القطع مع مرحلة الجمود الإداري، والانفتاح على مرحلة جديدة عنوانها الكفاءة والتجديد والتواصل مع المواطن.
وقد بدا واضحاً أن استراتيجية الوالي تقوم على تجديد النخب الإدارية وتثبيت دعائم حكامة فعالة قادرة على مواكبة تحولات العاصمة.
رغم هذه الدينامية، لا يزال عدد من المسؤولين الذين قضوا سنوات طويلة داخل دواليب الولاية، يواصلون ممارسة مهامهم بنفس الأساليب القديمة، متجاهلين التحولات التي يعرفها محيطهم، بل وأكثر من ذلك، يظهرون مقاومة مبطّنة لأي تغيير قد يُنهي سنوات من التموقع والجمود.
وفي خضم هذه التحولات، جاء تعيين يونس الخولدي كعامل مكلف بالشؤون العامة بولاية الجهة ليعزز ثقة المواطنين في الإدارة الترابية.
الخولدي، الذي راكم تجربة ميدانية ناجحة في عدد من المواقع، من أبرزها قيادته لمقاطعة المدينة العتيقة بالرباط، يتمتع بسمعة طيبة، ويُشهد له بحسن التعامل والتواصل الإيجابي مع مختلف الفاعلين المحليين، من جمعيات ومرتفقين ومواطنين.
وفي الوقت الذي يراهن فيه الوالي اليعقوبي على كفاءات شابة وفعالة، ما زال استمرار بعض “المعمرين” داخل مفاصل القرار الإداري يثير الاستغراب، بل أصبح يطرح تساؤلات مشروعة حول جدوى الإبقاء على أسماء فقدت بوصلة الفعالية والتجاوب مع انتظارات المواطنين.
مصادر مطلعة تشير إلى أن التغيير داخل ولاية الرباط لم يكتمل بعد، وأن المرحلة المقبلة قد تحمل مفاجآت على مستوى إعادة هيكلة عدد من المصالح الإدارية الحساسة.
كما يُنتظر أن يفتح ملف خاص حول بعض المسؤولين الذين طال مقامهم في مواقعهم دون أن تواكبه حصيلة مهنية تُذكر، وهو ما ستعود إليه “الملاحظ” في تحقيق صحفي قيد الإنجاز.