الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
أصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) تقريره السنوي لعام 2025، الذي كشف عن تحولات لافتة في أنماط تعاطي المخدرات في المغرب، لاسيما بين الفئات العمرية الشابة. يعكس هذا التقرير معطيات حديثة تجمع بين الاستقرار النسبي في استهلاك بعض المواد لدى البالغين، وارتفاعًا مقلقًا في استهلاك مواد مخدرة خطيرة بين القاصرين.
وفقًا للبيانات الصادرة عن سنة 2023، شهدت الفئة العمرية من 0 إلى 17 سنة ارتفاعًا ملحوظًا في استهلاك بعض المخدرات، خاصة الكوكايين، بينما لم تتغير نسبة استهلاك القنب الهندي بشكل كبير على المستوى العام. إذ سجلت الفئة القاصرة تراجعًا طفيفًا في استخدام القنب الهندي، في مقابل ثبات نسب الاستهلاك بين فئتي 18-24 سنة، و25 سنة فما فوق.
يؤكد التقرير أن انتشار الكوكايين بين القاصرين يشكل علامة تحذيرية خطيرة، تدعو إلى تكثيف الجهود الوقائية والتوعوية. فهذه المادة المخدرة، المعروفة بآثارها النفسية والجسدية الضارة، بدأت تأخذ مكانًا متزايدًا في المشهد التعاطي بين الشباب، مما يستدعي تدخلًا فوريًا من السلطات الصحية والاجتماعية.
من جهة أخرى، يستدعي استقرار استهلاك القنب الهندي وقوف الجهات المعنية عند مسبباته وعوامل استدامته، مع تعزيز استراتيجياته الحد من الطلب والوقاية، خاصة في صفوف البالغين الذين يشكلون شريحة كبيرة من المتعاطين.
تأتي هذه التحولات في سياق تحديات عالمية تواجهها أغلب الدول، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى تزايد تنوع واستهلاك المخدرات في أوساط الشباب، مما يعكس تغيرات اجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة.
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تنسيقًا بين مختلف القطاعات الحكومية، بما يشمل الصحة، التربية، الأمن، والعمل الاجتماعي، إلى جانب تعزيز الأبحاث والدراسات المحلية التي تستجيب لخصوصية المجتمع المغربي.
في الختام، يؤكد تقرير الأمم المتحدة لسنة 2025 على ضرورة تبني سياسات شاملة ومرنة تتكيف مع التحولات المستجدة في أنماط تعاطي المخدرات، مع التركيز على الوقاية وحماية الفئات الأكثر عرضة، خاصة القاصرين، للحفاظ على سلامة وصحة المجتمع المغربي.