الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، إلى قاعدة “إلمندورف-ريتشاردسون” العسكرية في ألاسكا، لاستقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قمة وُصفت بأنها الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات. وتأتي هذه القمة في ظل آمال بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، يقابلها قلق غربي من احتمالات إبرام صفقات ثنائية قد تتجاوز مصالح حلفاء واشنطن.
في مشهد مدروس بعناية، هبطت طائرتا الزعيمين بفارق دقائق، قبل أن يلتقيا وسط السجادة الحمراء على وقع استعراض جوي لطائرات أمريكية من طراز B-2. تجاهل ترامب وبوتين أسئلة الصحفيين، ودخلا معاً إلى السيارة الرئاسية الأمريكية “الوحش” لإجراء حديث قصير، قبل انطلاق برنامج القمة.
وقال ترامب، خلال رحلته إلى ألاسكا على متن “إير فورس وان”، إنه يطمح إلى “وقف سريع لإطلاق النار” في أوكرانيا، مضيفاً: “لن أكون سعيداً إذا لم يحدث ذلك اليوم”، مؤكداً استعداده لمغادرة المفاوضات إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق. وأوضح أن “لا شيء محسوم” بشأن الصفقة المحتملة، مشيراً إلى احتمال تقديم ضمانات أمنية لكييف، “لكن ليس على شكل عضوية في الناتو”، مع رفض أي استئناف للعلاقات الاقتصادية مع موسكو قبل إنهاء الحرب.
الكرملين أعلن أن المفاوضات ستجري بصيغة “ثلاثة مقابل ثلاثة”، حيث يشارك من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومستشار السياسة الخارجية يوري أوشاكوف، فيما يمثل الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف. ومن المقرر أن تستمر اللقاءات بين ست وسبع ساعات، تليها تصريحات مشتركة للصحافة.
وتأتي القمة في وقت تحقق فيه روسيا تقدماً ميدانياً في الجبهة الشرقية، وتستعد لشن هجوم جديد محتمل، بينما تحذر العواصم الأوروبية من أي اتفاق يتجاوز أوكرانيا ويعيد ترسيم الحدود من دون موافقتها.
وتُعد هذه أول مواجهة مباشرة بين ترامب وبوتين منذ قمة مجموعة العشرين في أوساكا عام 2019، رغم الاتصالات الهاتفية المتكررة بينهما خلال الأشهر الماضية. وبينما يترقب العالم نتائج قمة ألاسكا، يبقى السؤال الأبرز: هل ستفتح الطريق نحو سلام محتمل، أم ستثير مخاوف جديدة من إعادة تشكيل التحالفات في الأزمة الأوكرانية؟