الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
تواصل حوادث النقل المزدوج التي تطال العاملات والعمال الزراعيين في بعض المناطق المغربية خلال الأشهر الأخيرة إثارة المخاوف، بعد تسجيل ضحايا وإصابات متفاوتة الخطورة، ما دفع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات إلى التأكيد على تكثيف الجهود لمراقبة ظروف نقل هذه الفئة وتحسينها.
وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أوضح في جوابين كتابيين على سؤالين برلمانيين أن جهاز تفتيش الشغل يعمل بشكل مستمر على تحسيس وتوعية أصحاب الاستغلاليات والضيعات الفلاحية بضرورة توفير وسائل نقل ملائمة، تنفيذا لمقتضيات المرسوم رقم 2.04.568، الذي يلزم المشغلين بتأمين النقل من محل الإقامة إلى مكان العمل في حال غياب النقل العمومي.
السكوري شدد على أن مصالح وزارته تتدخل فور وقوع مثل هذه الحوادث لضمان استفادة الضحايا وذوي حقوقهم من التعويضات والإيرادات التي يكفلها القانون رقم 18.12 المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل، عبر تتبع كامل المسار، بدءاً بالتصريح لدى شركات التأمين، وصولاً إلى تسوية الملفات إما بالصلح أو عبر أحكام قضائية.
وحسب المعطيات الرسمية، أنجز مفتشو الشغل خلال سنة 2023 ما مجموعه 52.580 زيارة مراقبة للمؤسسات الخاضعة لمدونة الشغل، منها 1.980 زيارة همت القطاع الفلاحي، نتج عنها توجيه 493.007 ملاحظات، بينها 17.167 ملاحظة تخص الزراعة، شملت الأجور، الحد الأدنى القانوني، الصحة والسلامة في العمل، الحماية الاجتماعية، والتأمين ضد الحوادث والأمراض المهنية.
وبخصوص حادثة 13 فبراير 2024 بالطريق الجهوية رقم 114 بين أكادير وتارودانت، أوضحت الوزارة أن الحادث وقع بعد فقدان السائق السيطرة على سيارة نفعية تقل 14 عاملاً وعاملة زراعيين، كانوا متوجهين لجني البازلاء في ضيعة فلاحية، بينما أظهرت الأبحاث أن المشغل لا يتوفر على مقر قار، ما دفع المديرية الإقليمية للشغل إلى مراسلته للتأكد من احترامه للتشريعات الاجتماعية والقانون المتعلق بحوادث الشغل.
كما تطرّق الوزير إلى حادثة أخرى وقعت بتاريخ 20 دجنبر 2023 بإقليم الحاجب، معتبراً أن ظروف نقل العمال الزراعيين، خصوصاً المياومين، تظل من أبرز الإشكالات التي يعرفها القطاع، نظراً لطابعه الموسمي واعتماده على اليد العاملة المنقولة من مناطق مختلفة عبر طرق ومسالك وعرة، في ظل غياب رخص نقل خاصة بهذه الفئة.
الوزارة أكدت أنها ستواصل جهود المراقبة والتحسيس، إلى جانب التنسيق مع السلطات والفاعلين المعنيين، للحد من تكرار هذه الحوادث وتحسين شروط العمل في القطاع الفلاحي
