الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش المملكة، شهد إقليم سطات يوم الإثنين 28 يوليوز 2024 تدشين سلسلة من المشاريع التنموية الرامية إلى تعزيز البنيات التحتية الاجتماعية والاقتصادية والمائية، في خطوة تعكس التزام الدولة بتنمية المجالات الترابية وتحقيق العدالة المجالية.
وقد أشرف عامل إقليم سطات، السيد إبراهيم أبو زيد، رفقة وفد رسمي وفعاليات محلية، على افتتاح عدد من المنشآت الحيوية التي توزعت بين دعم الصناعة التقليدية، تعزيز الأمن المائي، وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ترسيخ أسس تنمية مستدامة وشاملة.
في قلب مدينة سطات، تم تدشين مجمع جديد للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يحتضن فضاءات عرض وبيع مخصصة للمنتوجات الحرفية والفنية، إلى جانب نقطة بيع موجهة حصريًا للمنتوجات المجالية التي تُنتجها تعاونيات إقليم سطات.
ويحتوي المجمع على أروقة تمثل أزيد من 82 حرفيًا وحرفية يمارسون صناعات تقليدية أصيلة، بعضها مهدد بالاندثار، إضافة إلى 10 تعاونيات تشمل حوالي 115 متعاونًا، يعرضون منتجات مجالية متنوعة كالأعشاب الطبية، العسل ومشتقاته، زيت الزيتون والتوابل.
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين ظروف عمل الحرفيين، وتقوية قدراتهم التسويقية، من خلال تقريب المنتوجات المحلية من الساكنة والزوار، وتثمين الموروث الثقافي والحرفي للإقليم.
وفي تصريح إعلامي، اعتبرت جليلة مرسلي، رئيسة تعاونية “كوبارتيم”، أن هذه الفضاءات الجديدة تشكل نقلة نوعية في دعم المنتوج المحلي، وتمكين التعاونيات من الوصول إلى جمهور أوسع، مما يعزز إشعاع المنتوجات المجالية ويخلق دينامية اقتصادية جديدة بالمنطقة.
وفي سياق التحديات المناخية والإجهاد المائي الذي تعاني منه عدد من مناطق المملكة، تم تدشين أربع محطات متنقلة لإزالة المعادن من المياه الجوفية، منها اثنتان بمدينة سطات واثنتان بجماعة سيدي العايدي، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 6 لترات في الثانية لكل محطة.
وصرّح عبد الرزاق القايدي، رئيس قطاع الماء بالشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء – سطات، أن هذه المبادرات تندرج في إطار التدابير الاستعجالية لضمان الأمن المائي، تماشيًا مع التوجيهات الملكية الهادفة إلى تأمين الماء الشروب، لا سيما في ظل التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية.
وبذلك، يرتفع عدد المحطات المتنقلة بإقليم سطات إلى 8، بطاقة إجمالية تبلغ 48 لترًا في الثانية (أي ما يقارب 4000 متر مكعب يوميًا)، وهو ما يغطي حوالي 15% من الحاجيات المحلية من الماء الشروب، ويُعد خيارًا استراتيجيًا لتوفير موارد مائية بديلة وغير تقليدية.
شملت التدشينات كذلك إحداث وتجهيز مراكز صحية واجتماعية بمواصفات حديثة. فقد تم افتتاح مركز لتصفية الدم بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني، إلى جانب مركز صحي ودار ولادة بجماعة مكارطو، بالإضافة إلى مركز صحي متكامل ودار أمومة بمركز أولاد مراح.
كما تم إطلاق دار للطالب والطالبة بجماعة سيدي حجاج، بطاقة استيعابية تصل إلى 64 مستفيدًا، في خطوة ترمي إلى دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، خاصة في صفوف أبناء الأسر المعوزة بالمناطق القروية.
تعكس هذه المشاريع المتنوعة روح الرؤية الملكية للتنمية، القائمة على جعل المواطن في صلب السياسات العمومية، وتوزيع عادل للموارد والمشاريع بين مختلف جهات المملكة. كما تبرز كفاءة الفاعلين المحليين في ترجمة التوجيهات الملكية إلى برامج واقعية ملموسة تخدم حاجيات المواطنين وتواكب تطلعاتهم.
إن ما تحقق في سطات ليس مجرد تدشين لمرافق جديدة، بل خطوة متقدمة نحو تنمية متوازنة وشاملة تستثمر في الإنسان والمجال، وتؤسس لمرحلة جديدة من النهوض الاجتماعي والاقتصادي الذي يعكس الطموح المغربي في بناء نموذج تنموي فاعل ومنصف.