الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
أقدم السياسي الإسباني ألفيس بيريس، زعيم تنظيم “انتهت الحفلة” (SALF)، الذي حصد ثلاثة مقاعد في الانتخابات الأوروبية الأخيرة، على خطوة استفزازية جديدة تمثلت في رفع أعلام إسبانية ضخمة بطول أربعة أمتار على إحدى الجزر المحتلة من طرف إسبانيا قبالة سواحل مدينة الحسيمة، في تحرك أعاد توتير النقاش حول ملف المناطق المغربية الواقعة تحت الاحتلال الإسباني.
بيريس، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة تجاه المغرب، نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع وصوراً توثّق العملية، مبرزاً أنه تمكن من إدخال ثلاثة أعلام إسبانية إلى المغرب داخل حقيبة سفر “دون أن يتعرض لأي تفتيش أو مصادرة”، على حد تعبيره. وأوضح أنه واجه صعوبات في دخول البلاد خلال محاولة أولى عبر الحدود سيراً على الأقدام ليل السبت الماضي، قبل أن “ينجح لاحقاً في بلوغ هدفه”، وفق روايته.
وفي خطاب تحريضي لأنصاره، قال بيريس: “لندافع عن بيوتنا ومدننا وبلدنا… وسائل الإعلام ستضلل، لكننا وثّقنا كل شيء”، معتبراً أن ما قام به هو رد على ما وصفه بـ”محاولات مغربية لعرقلة رفع العلم الإسباني في هذه المواقع”. وأضاف أن ما سماهم “الإسبان الأحرار” قرروا “الاتحاد كإخوة” في مواجهة ما وصفها بـ”الحزبية الجبانة والإجرامية”.
التحرك الذي اعتبره أنصار بيريس “رسالة حازمة لرفض أي تفاوض مع الرباط حول السيادة”، أثار استياء واسعاً في الأوساط المغربية، حيث وُصف بأنه خرق سافر لحرمة الأراضي الوطنية، ويهدف إلى توظيف ملف السيادة في أجندة انتخابية داخلية بإسبانيا.
وفي تعليق على الحادث، عبّر يحيى يحيى، رئيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، عن أسفه لنجاح هذا العمل الاستفزازي “بهذه السهولة وأمام أنظار الجميع”، مشدداً على أن الوحدة الترابية للمغرب “أكبر من هذه التحركات الصبيانية لشخص يسعى إلى كسب نقاط انتخابية”. وتساءل: “إذا كانت هذه الجزيرة إسبانية كما يزعمون، فلماذا احتاج المتسلل إليها إلى الانطلاق من شاطئ في الحسيمة؟”.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية المغربية كانت دائماً تمنع أنشطة اللجنة حين تحاول الوصول إلى الجزر المحتلة، لكنها “غابت تماماً في هذه الواقعة”، مؤكداً أن الأمر يستدعي “فتح تحقيق على أعلى مستوى لتحديد مكامن الخلل”.
وختم يحيى يحيى بالإشارة إلى أن اللجنة تدرس حالياً الرد المناسب على هذه الخطوة، معرباً عن أمله في أن تتمكن من تنفيذ أنشطتها بالقرب من السواحل والمياه الإقليمية المغربية “دون أن تجد من يعرقلها من الأجهزة الأمنية”، على غرار ما حدث مع السياسي الإسباني.