الملاحظ نورة حكيم ( صحفية متدربة)
في خطوة طال انتظارها، تفاعلت الشركة الجهوية متعددة الخدمات للماء والكهرباء (SRM) مع شكايات سكان مدينة الدروة، الذين عبّروا طيلة الأشهر الماضية عن تذمرهم من الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، خاصة خلال فترات الذروة وارتفاع درجات الحرارة.
وأمام تفاقم الوضع، بادرت الشركة إلى اتخاذ إجراءات تقنية استعجالية، تمثّلت في ربط المدينة بقناة تزويد جديدة قادمة من منطقة النواصر. هذا الإجراء يندرج في إطار خطة أوسع تهدف إلى تأمين حاجيات السكان من الماء الصالح للشرب بشكل منتظم ودائم، ووضع حد لمعضلة الانقطاعات التي أرهقت الساكنة.
بتعليمات مباشرة من عامل إقليم برشيد، جمال خلوق، انطلقت أشغال تقوية شبكة توزيع الماء بالدروة بداية يوليوز 2025، وشملت عدداً من الأحياء التي كانت تعاني من ضعف في التزود أو انعدام كلي للمياه، مثل حي السعادة، رابحة، وجوهرة الصعداء. وقد لقي هذا التدخل ارتياحاً كبيراً في صفوف السكان، حيث بدأت بوادر التحسن تظهر منذ الأيام الأولى لبدء ضخ المياه من القناة الجديدة.
وأفادت مصادر محلية أن فرقًا تقنية متخصصة تعمل على مدار الساعة لضمان جودة الربط وصيانة الشبكة، مع مراقبة الضغط في مختلف نقاط المدينة، تجنباً لأي اختلال محتمل في التوزيع.
عودة المياه إلى مجراها الطبيعي أثارت موجة من الارتياح في صفوف المواطنين، بعد شهور من المعاناة اليومية مع الانقطاعات، والاضطرار إلى شراء الماء أو نقله من أحياء مجاورة. ورغم بعض الشكايات الطفيفة المرتبطة بوجود رواسب في المياه، فإن الغالبية عبّرت عن ارتياحها الكبير، ووصفت التدخل بأنه “نقلة نوعية” في مسار تحسين البنية التحتية للمدينة.
ورغم هذا التقدم، يُطالب المواطنون بمزيد من الخطوات الاستباقية، وعلى رأسها إخبارهم المسبق بأي انقطاعات مبرمجة، وتحسين قنوات التواصل بين الشركة والمستهلكين، بما يعزز الثقة ويضمن الشفافية في تقديم الخدمات.
تدخل SRM في مدينة الدروة ليس معزولًا، بل يأتي ضمن استراتيجية أوسع للشركة الجهوية متعددة الخدمات بجهة الدار البيضاء-سطات، والتي أُحدثت سنة 2024 بهدف توحيد وتجويد خدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل. وقد رصدت الشركة اعتمادات مالية ضخمة تتجاوز 5 مليارات درهم لسنة 2025 وحدها، موجهة لتقوية شبكات التوزيع، وإنشاء خزانات جديدة، وتحديث البنيات التحتية على مستوى عدة أقاليم.
ما حدث في مدينة الدروة يُعدّ مثالًا على أهمية التفاعل السريع بين المواطن والمؤسسات، وعلى قدرة السلطات المحلية وشركة SRM على التحرك بفعالية عند الضرورة. ورغم أن التحديات لا تزال قائمة، إلا أن بداية الحل تفتح الباب أمام أمل في تحسين شامل لخدمات الماء الصالح للشرب في المدينة، بما يضمن كرامة المواطن ويعزز ثقته في المرفق العمومي
