أثار سؤال بليد وغريب وعجيب طرحه شخص قيل أنه ينتمي لإحدى المؤسسات الإعلامية – بينما وفي رواية أخرى- تبرأ منه البعض مرددين أنه جسم غريب وأنه لاتربطه أية علاقة بمهنة الصحافة …السؤال الذي وجه لمدرب فريق الوداد البيضاوي بنهاشم بعد مواجهة فريق جوفنتوس الإيطالي بمونديال الأندية بأمريكا ..أثار لغطا وتحول إلى حكاية ومادة للسخرية خاصة بعد خرجات بعض فطاحلة إعلامنا ممن رددوا (اللهم إن هذا لمنكر) …سخرية منا جميعا وشوهة لإعلام بلد مرشح لاحتضان مونديال 2030..
شخصيا وأنا الذي عاشرت ورافقت ولسنوات المنتخب الوطني ومجموعة من الأندية في تنقلاتهم وواكبت العشرات من الندوات الرياضية ..أستغرب كيف لجسم صحفي لايعرف دخيلا عليه وكيف لمغاربة يلجون قاعة ندوات في محفل عالمي وهم لا يعرفون بعضهم البعض…غريب أن لايكون هناك لا تنسيق ولا تنظيم ولا تشاور ونحن في ندوة طرفها الوداد المغربي ونمثل نفس البلد والمهنة ..
مايعرفه الجميع أن مونديال الأندية حدث عالمي وماوقع أو مثل ماوقع لا يمكن أن يقع حتى في دوريات الهواة أو بطولة الأحياء…
ولنتكلم بكل صراحة…وبعيدا عن هذا السيناريو…هل كل الصحفيين (..) ممن انتقلوا لامريكا هم صحفيين (..) أو بصيغة أخرى هل لهم علاقة بالإعلام الرياضي وهل كانوا هم أيضا يغطون الحدث ويتابعون ويحللون ويراسلون و…ولماذا ترك المجال لصاحبنا أو من وصفوه بالجسم الغريب ليطرح السؤال ..
سأكون صريحا أكثر مادمت مارست الصحافة الرياضية لما يفوق 15سنة وأقول أن الإعلام الرياضي وفي ظل الرهانات القادمة يحتاج الى تنظيم ورجالات وليس (عطاشة) فليس كل صحفي هو صحفي رياضي …نحتاج لتطهير المهنة وللتخصص وللتنظيم …نحتاج لمحاربة الشناقة وعينة من أساتذة المهنة ممن يتواجدون في كل مكان وزمان ومن يظنون أنفسهم أوصياء …فئة لاتقدم ولم تقدم شيئا لا للحرفة ولا للبلد …فئة (ولفات) واعتادت السفر من أجل الزهو والنشاط والتسوق……وفئة اعرف الكثير منها ظلت ولسنوات تسيطر على المشهد دون أن نراها تشرف المهنة والإعلام أو نراها تحلل وتكتب وتطرح الأسئلة في الندوات والملتقيات…
يجب الاعتراف أن إعلامنا الرياضي وأنا واحد ممن مارسه لسنوات كرئيس تحرير أو كصحفي أو كمراسل لقناة أجنبية…هو للأسف يعاني رغم الكثرة ورغم أيضا وهذا مالايجب أن ننكره ( تواجد الكفاءات) …..هو يعاني من الأستاذية المزيفة لأسماء بعضها انتهت صلاحيته..كما يعاني من كثرة التقسيمات والوزيعة…وبطبيعة الحال يعاني من غياب المنتوج وقلة المنابر المتخصصة …مما جعلنا أمام قناة رياضية وحيدة لاتقدم كل ماهو مطلوب منها ومنابر تتهم بعدم الانحياد وربورطاجات وتقارير تحتاج للمهنية وحوارات هاوية…وتعليق أو أصوات يقال عنها الكثير وكذلك أسماء يختلط عليها الإعلام الرياضي بلغة السوق فتحولت إلى بوق لجهات معينة …
لقد عاشرت كما اشتغلت مع العشرات من رواد الإعلام الرياضي كمحمد بنيس والراحل محمد بوعبيد وسعيد زدوق والحسين الحياني ومحمد لحمر والعزاوي وزمان وعزوز شخمان والعطافي وبيهات وحسن بوطبسيل وحسن البصري وجمال سطيفي وخالد شخمان وووو ….هذه اللائحة كان من الممكن أن نستفيد منها لخلق إعلام رياضي قوي وقنوات تلفزية مغربية رياضية حقيقية أو نضعها في كرسي المسؤولية لتشرف المهنة والتخصص…
نتمنى ونحن نتحدث عن مونديال 2030 ..أن ينزل بعض الاساتذة من برجهم العاجي ..ونتمنى ان يبتعد البعض ممن لايفرق بين الكرة و(الجلة) ان يبتعد عن الصحافة الرياضية …كما نتمنى أن نضع أيضا استراتيجية للنهوض بالإعلام الرياضي…استراتيجية يشارك فيها الجميع بعيدا عن الاستاذية ومحاولة الوصاية على القطاع وأكيد أن إعلامنا الرياضي سيكون بالف خير مادمنا نملك كفاءات من الجيل القديم والجيل الشاب …