تشهد مطارات المغرب هذه الأيام نقلة نوعية غير مسبوقة، تجلّت في انسيابية الولوج وتدابير جديدة تُخفّف من وطأة طوابير الانتظار الطويلة. هذه التغييرات ليست سوى جزء من سلسلة إصلاحات يقودها المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، عادل الفقير، منذ إطلاقه الاستراتيجية الطموحة “مطارات 2030″، التي تستهدف إعادة صياغة تجربة السفر وفق معايير حديثة تشمل تحسين المراقبة، توفير فضاءات مريحة، واعتماد حلول تكنولوجية مبتكرة.
هذه الرؤية لم تكن مجرّد إعلان استراتيجي في منتصف فبراير الماضي، بل تمثّل مشروعًا تحويليًا يسعى إلى إعادة هيكلة تجربة المسافر من اللحظة الأولى لدخوله المطار إلى لحظة مغادرته أو استقباله، مع دمج التقنيات الرقمية وتحسين العنصر البشري. وقد أوضح الفقير، القادم من خلفية قوية في التسويق والإدارة السياحية، أن الهدف هو مسار رقمي-بشري متكامل يضمن راحة المسافر وسلاسة الإجراءات.
ترتكز “مطارات 2030” على ثلاث ركائز أساسية: تحديث البنيات التحتية، الارتقاء بتجربة الزبون وفق المعايير الدولية، وإحداث تحول مؤسساتي عميق داخل المكتب الوطني للمطارات، في سبيل الاستعداد لتحديات مستقبلية كبرى، في مقدمتها تنظيم “كان 2025” واحتضان المملكة لكأس العالم 2030.
رغم أن تعيين الفقير على رأس “ONDA” لم يمر عليه عام كامل، إلا أن ديناميته تركت بصمة واضحة، كما فعل سابقًا خلال قيادته للمكتب الوطني المغربي للسياحة، حيث نجح في تعزيز “علامة المغرب” دوليًا، وفتح آفاق جديدة نحو أسواق غير تقليدية، مستفيدًا من الزخم العالمي الذي حققته كرة القدم المغربية في مونديال قطر 2022.
الفقير، الحاصل على ماستر إدارة الأعمال من المدرسة الوطنية للطرق والقناطر في باريس، راكم تجارب ناجحة، من بينها تنظيم فعاليات ثقافية في قطر وغيرها من المبادرات التي عزّزت مكانته في المشهد المؤسساتي.
قليل الظهور إعلاميًا، لكنه كثير الأثر ميدانيًا. بخطى ثابتة يقود مشاريع تحديث المطارات الكبرى، مثل البيضاء، الرباط، ومراكش، مانحًا الأولوية لتجربة الزبون وجودة الخدمات.
في ظل كل هذه الإنجازات والتحولات الجارية، يبدو أن عادل الفقير يسير بثقة نحو إيصال مطارات المملكة إلى مدرج “رؤية 2030″، مستحقًا بذلك أن يُصنَّف ضمن قائمة “الصاعدين” في بورصة “الملاحظ”.
