الملاحظ من بوزنيقة
عقدت الإدارة العامة للشركة الملكية لتشجيع الفرس، مطلع هذا الأسبوع، اجتماعًا رسميًا مع ممثلين عن التنسيقية الوطنية لمهنيي خيول السباق والعرض، إلى جانب الكاتب العام للنقابة الوطنية للفلاحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وذلك بمقر المربط الوطني للخيول بمدينة بوزنيقة.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات والمطالب التي عبّر عنها مهنيو القطاع خلال الأشهر الأخيرة، احتجاجًا على ما وصفوه بالأوضاع المتردية التي يعيشها مربو ومالكو خيول السباقات بالمغرب، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
مطالب مهنية وواقع مأزوم
ناقش الاجتماع مجموعة من الإشكالات البنيوية التي يعاني منها القطاع، في مقدمتها الأزمة الاقتصادية التي أثّرت بشكل مباشر على استمرارية عدد من الإسطبلات والمربين، وضعف آليات الدعم، بالإضافة إلى غياب أفق واضح لإصلاح المنظومة التنظيمية والتقنية لسباقات الخيول.
وقد أبدى الطرفان، خلال هذا اللقاء، رغبة مشتركة في فتح صفحة جديدة من التعاون، والتفاعل الإيجابي مع مطالب المهنيين، مع التركيز على ضرورة تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للعاملين في القطاع، وتجويد الإطار التنظيمي المؤطر للمهنة.
التزام بإعداد “عقدة برنامج”
وأعلنت الإدارة العامة للشركة الملكية لتشجيع الفرس عن شروعها في إعداد برنامج شراكة مؤطر بعقدة برنامج، سيتم تقديمه في القريب العاجل، ويهدف إلى إعادة هيكلة القطاع وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية، مع ضمان إشراك المهنيين في صياغة الحلول المقترحة.
كما تم الاتفاق على عقد لقاءات دورية لتتبع تنفيذ الالتزامات، ومواصلة الحوار حول النقاط العالقة، على أن يُشكّل هذا الإطار وسيلة عملية لتقريب وجهات النظر بين مختلف الفاعلين، وضمان تطور متوازن للقطاع.
تفاعل إيجابي وترقب للنتائج
وقد عبّر ممثلو التنسيقية الوطنية لمهنيي خيول السباق والعرض، إلى جانب النقابة الوطنية للفلاحة، عن ارتياحهم لمخرجات الاجتماع، مؤكدين على أهمية المقاربة التشاركية المعتمدة، ومشددين في الوقت ذاته على ضرورة ترجمة الالتزامات المعلنة إلى إجراءات عملية على أرض الواقع.
ويُعد هذا اللقاء، بحسب عدد من الفاعلين، خطوة إيجابية في اتجاه معالجة أزمة مركبة عمرت لسنوات، في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر المقبلة من نتائج ملموسة على مستوى تأهيل القطاع وضمان استقراره.
