متى يستفيق حكام الجزائر من سباتهم العميق…نحن شعب الانجازات

بقلم: عبد الرحمان البدراوي                           

من المخجل و المؤسف معا انه كلما حققنا انجازا تاريخيا الا وأجبر الاعلام الجزائري الرسمي على تشويه الحقائق والعمل على طمس دلالاتها وتقديمها للشعب الجزائري على انها عين الحق والصدق.

لكن امام هذا العمل الاجوف شكلا ومضمونا، نسي هؤلاء البارعين في التدليس، اننا اليوم نعيش في عالم الرقمنة وفي احدث ما تجود به التكنولوجيا الحديثة وما خفي منها اعظم. وما يؤسف له ان القنوات الاعلامية الجزائرية عادة ما تسقط في المحذور، وتناقض نفسها في زمن قياسي،ولها في ذلك عذرا لكونها تسير بالمنطق العسكري المتحكم في مختلف دواليب الحياة بما فيها الاعلام،ان كان هناك فعلا اعلام ما.والاكيد ان المتتبع لهذا الانزلاق الشاق والمتعب في قنوات الاعلام الجزائري ليخلص الى قناعة ان حجب الشمس بالغربال لم تعد تجني شيئ،وان الحقد وتحريف الحقائق لن يشكلا اداة جادة في تفكير ووعي الشعب الجزائري الذي سئم التسويف والغلو في تغليف الحقائق بمنطق دوني عفا عليه الزمن، وترفضه الاسس العامة التي تنبني عليها بديهيات العمل الاعلامي.

لنترك السياسية جانبا،ولنترك ايضا اوهام”جمهورية الوهم”مادامت ساعة الحسم في هذا الموضوع قد دنت الى حد كبير ،امام الاعترافات المتلاحقة من طرف دول وازنة في مجلس الامن،ودولا صديقة للمغرب،واخرى استوعبت الامر،وادركت انها كانت ضحية ابتزاز سياسي، لتلتحق على التو بركب الحكماء.وامام على التحول المتسارع،لم تجد “جمهورية الوهم”الا اجترار خبة امل في العديد من المحافل سواء بافريقيا اواوروبا او امريكا الجنوبية والشمالية.

وامام هذا السقوط المدوي، لم يجد عرابها الجزائري الا التواتر عن الانظار،والعودة الى شعارات الحرب الباردة من استفتاء وتقرير المصير والى غير ذلك من الاحلام التي لم يعد لها مفعولا سياسيا.وكأننا بالحكام الجزائر من عالم انتهى زمنه،وانتهت معه احلام الانتقال من ضوابط العمل العسكري الى العمل السياسي،فالمسافة بين النظامين شاسعة،فذلكم هو فضيحة هذا الجار الجائر الذي حاول تحريف تاريخ المنطقة،والمس بالواقع الجغرافي والهوية…

لنترك السياسة، ولنحتفي معا بما حققته الرياضةالمغربية من انجازات في ظرف وجيز،وذلك بفضل حكمة جلالة الملك ورؤيته السديدة للعمل الرياضي. ففي كأس العالم الاخير الذي اقيم بقطر ،حققنا المستحيل،واستطاع فريقنا الوطني الوصول الى النصف، وكسبنا احترام الجميع.باستثناء الاعلام الجزائري الذي لم تكن له الجرأة للاشارة الى هذا الانجاز العظيم،لدرجة تم توقيف العديد من الصحفيين الجزائريين الذين لم يستطيعوا اخفاء سريرتهم،كما لم يستطيعوا اخفاء الروابط الثقافية والاجتماعية والدينية والتاريخية التي تجمعنا واياهم.في ما اشتاط الكابرانات غضبا كلما تمكن وطننا كتابة التاريخ بمداد من الفخروالاعتزاز ليس في الرياضة فحسب وانما في باقي القطاعات.نفس السيناريو عشناه الاسابيع الماضية، والمناسبة كأس العالم للشبان، مرة اخرى سقط الاعلام الجزائري في المحذور،لينسف ما تبقى لديه من موضوعية وعقلانية ومصداقية.

وهذا ما نستشفه من حلقات نقاش تحليلية سبقت مختلف مباريات فريقنا الوطني سواء امام البرازيل اواسبانيا او الكوريا الجنوبية و المكسيك والارجنتين…وما يثير الاعجاب والاستغراب مرة اخرى اننا كنا امام تعتيم اعلامي جزائري،وامام نهج يحمل بين طياته سوء تقدير،فكل تكهنات هذا الاعلام بالنسبة للمنتخب المغربي كانت سلبية،وبمعنى الهزيمة تتلو الهزيمة،بينما الواقع اكد الجدارة والاستحقاق. ليسجل التاريخ مرة اخرى اننا امام مأزق اخلاقي،وامام منعطق لايليق بشعب تجمعنا معه روابط جياشة،لكن يحكمه نظاما استبداديا يكره صلات الوصل،ويجثم على انفاس كل الحقائق التي لا تقبل التأويل والتحريف والتزوير الممنهج.

مرة اخرى نترك السياسة وننتشي بكل الانجازات الرياضية الاقتصادية السياسية الثقافية…اننا شعب يحب التحدي،ولنا في التاريخ ملاحم لايمكن لكابرانات قصر مرداية القفز عليها أو حتى استصغارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist