موجة تنديد واسعة في المغرب باغتيال صحفيي قناة الجزيرة بغزة ومطالب بمحاسبة الاحتلال ووقف التطبيع

الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)

تواصلت في المغرب ردود الفعل الغاضبة على جريمة اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، في عملية وُصفت بأنها “استهداف ممنهج لإسكات صوت الحقيقة” و”جريمة حرب مكتملة الأركان”. وقد فجرت الجريمة موجة غضب دولي واستنكار واسع، فيما تشهد مدن مغربية مظاهرات حاشدة للتنديد بالحادث والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عنه.

وشهدت عدة مدن مغربية، أمس الإثنين 11 غشت 2025، خروج آلاف المواطنين في مسيرات شعبية رافعة شعارات داعمة لفلسطين ومنددة باغتيال الصحفيين، بينما يرتقب أن تتواصل الاحتجاجات اليوم الثلاثاء في عدد من المناطق، ضمن حراك شعبي متواصل منذ شهور ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

النقابة الوطنية للصحافة المغربية أصدرت بيانا شديد اللهجة، أدانت فيه هذه العملية، واعتبرتها “جريمة ضد الإنسانية” تمثل انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية الخاصة بحرية الإعلام وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الاحتلال اغتال أكثر من 230 صحفيا في غزة منذ بدء ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية”. ودعت النقابة المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع في فتح تحقيق دولي، مؤكدة دعمها لكل الجهود الرامية إلى فضح هذه الجرائم.

من جهتها، مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وصفت استهداف طاقم الجزيرة بأنه “جريمة حرب متعمدة”، معتبرة أنها جزء من سياسة إسرائيلية لحجب الحقيقة عن العالم. ودعت المجموعة القوى الحية في المغرب إلى رفض التطبيع بكافة أشكاله ومقاطعة الكيان الإسرائيلي إعلاميا وسياسيا.

كما نعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة الصحفيين الشهداء، مؤكدة أن دماءهم ستظل وقودا لمعركة الكلمة الحرة والصورة الصادقة، وأن الجرائم الإسرائيلية لن تنجح في محو الحقيقة. ودعت إلى تحرك إعلامي وحقوقي واسع للتصدي لهذه الانتهاكات.

وفي السياق نفسه، قدمت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تعازيها لذوي الشهداء، مشيدة بشجاعتهم في نقل الحقيقة من قلب الميدان، مؤكدة استمرارها في النضال لإسقاط التطبيع ودعم المقاومة الفلسطينية.

أما جماعة العدل والإحسان فوصفت الاغتيال بأنه “رسالة دم بارد” من الاحتلال، واعتبرته جزءا من سياسة ممنهجة لإسكات الإعلام الحر، داعية إلى تكثيف الجهود لفضح الجرائم الإسرائيلية ودعم الأصوات الحرة في مواجهة الحصار الإعلامي.

بدورها، حركة التوحيد والإصلاح شددت على أن ما جرى يمثل “جريمة مكتملة الأركان”، مطالبة بوقف كل أشكال التطبيع ودعم المقاومة الفلسطينية، ودعت الدول العربية والإسلامية إلى تحرك عاجل لنصرة الفلسطينيين ووقف أي دعم سياسي أو عسكري للكيان المحتل.

ويواصل المغاربة الخروج في مظاهرات شبه يومية منذ ما يقارب 22 شهرا، رفضا للحرب الإسرائيلية على غزة ودعما للقضية الفلسطينية، حيث تُصنَّف المملكة، وفق تقديرات حقوقية، ضمن الدول الأكثر احتضانا للمسيرات التضامنية مع فلسطين على مستوى العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist