هل تحولت الباكالوريا إلى موسم للغش؟ صور الأسئلة تغزو “واتساب” و”فيسبوك”

رغم الإجراءات الأمنية والإدارية الصارمة، شهد اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا بالمغرب، الخميس 29 ماي 2025، تداولا واسعا لصور أسئلة الامتحانات عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، من بينها “فيسبوك” و“واتساب” و“تيليغرام”، ما أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول فعالية آليات مكافحة الغش وتسريب المواضيع الامتحانية.
وعاينت منصات رقمية تداول أسئلة مادة اللغة العربية لمسلك الآداب دقائق بعد انطلاق الامتحانات، فيما انتشرت تعليقات وعروض مدفوعة لتقديم الأجوبة، بعضها معد بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يطرح إشكالات عميقة بخصوص استغلال الفضاء الرقمي في عمليات الغش الجماعي.
ويخضع الآلاف من المترشحين، على مدى ثلاثة أيام، لاختبارات وطنية موحدة لنيل شهادة الباكالوريا، وسط تعبئة غير مسبوقة من الأطر التربوية والإدارية والأمنية، ومراقبة مشددة تضمنت استعمال أجهزة للكشف عن الهواتف، وتأمين الأظرفة تحت حراسة أمنية إلى حين فتحها داخل القاعات.
إلا أن اختراقات رقمية موثقة عبر مجموعات مغلقة، تظهر أن المحتوى الامتحاني تم تصويره من داخل القاعات ونشره على الفور، ما يثير القلق حول مدى نجاعة التدابير المعتمدة، وقدرة المنظومة على مواجهة تحديات العصر الرقمي.
وتؤكد وزارة التربية الوطنية أن محاربة الغش والتسريبات تظل من أولوياتها، مبرزة أن خطة تأمين الامتحانات تعتمد على آليات وطنية موحدة، وفرق تفتيش متنقلة، ولجان إلكترونية لرصد ما يتداول عبر الإنترنت. كما تم تفعيل التعاون مع المصالح الأمنية والقضائية لتتبع كل المخالفات.
بالموازاة، ينص القانون رقم 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات على عقوبات تصل إلى السجن لمدة سنتين وغرامات مالية قد تتجاوز 20 ألف درهم، بحق المتورطين في تسريب المواضيع أو تداول الأجوبة داخل قاعات الامتحان.
وتوضح الجهات الرسمية أن نشر الأسئلة بعد انطلاق الامتحان لا يصنف قانونيا كتسريب، إلا أنه يبقى اختراقًا يُهدد تكافؤ الفرص ويضرب مصداقية شهادة الباكالوريا، التي تشكل محطة مفصلية في المسار الدراسي للآلاف من التلاميذ.
ويرى عدد من المهتمين بالشأن التربوي أن استمرار هذه الظاهرة يتطلب مراجعة شاملة لآليات المراقبة والتقييم، واستثمارًا أكبر في الحماية الرقمية، حتى لا تتحول امتحانات الباكالوريا إلى مناسبة موسمية للغش الجماعي، تقوّض ثقة المجتمع في المدرسة العمومية.