وزان تراهن على شبابها.. دينامية تنموية جديدة لتعزيز الإدماج الاقتصادي وخلق فرص الشغل

الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)                   

في خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية نحو تمكين الفئات الهشة وإعادة دمج الشباب في النسيج الاقتصادي، صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوزان على دفعة جديدة من المشاريع الطموحة، وذلك في اجتماع عقد أمس الاثنين تحت إشراف عامل الإقليم، السيد مهدي شلبي.

اللافت في هذه الدورة من المصادقات هو التركيز الكبير على فئة الشباب غير الممدرسين، غير المكونين، والعاطلين عن العمل (NEET)، وهي فئة لطالما شكلت تحديًا حقيقيًا أمام جهود التنمية المحلية. فقد تم توجيه الجزء الأكبر من الاستثمارات المصادق عليها — والتي بلغت حوالي 6 ملايين درهم — نحو مشاريع تحمل توقيع هذه الفئة، في محاولة لتغيير واقعها ومنحها فرص انطلاقة جديدة.

67 وتوزعت المشاريع على 51 مشروعًا في إطار دعم ريادة الأعمال و16 مشروعًا ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهو ما يعكس تنوعًا في المقاربات التنموية ورغبة في خلق نسيج اقتصادي محلي متماسك.

التمويل الأساسي، والذي بلغ 5,5 ملايين درهم، جاء من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بينما ساهم المستفيدون في تعبئة الموارد المالية المتبقية، ما يعكس درجة من الالتزام والانخراط الذاتي في إنجاح هذه المشاريع.

الاجتماع لم يقتصر على المصادقة، بل شكل كذلك مناسبة لاستعراض حصيلة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب لسنة 2024، حيث تمت مواكبة ما يقارب 100 مشروع، ساهمت ليس فقط في تحسين وضعية المستفيدين بل أحدثت أيضًا تحولاً نوعيًا في محيطهم الاجتماعي، من خلال خلق عشرات من مناصب الشغل القارة.

إضافة إلى الشباب، لم تغب النساء عن هذا التصور التنموي، إذ شكلت المشاريع الموجهة لفائدة النساء في وضعية هشاشة جزءاً لا يُستهان به من تدخلات البرنامج، ما يؤكد البعد الشمولي لمقاربة المبادرة الوطنية التي تراهن على التمكين الاقتصادي كمدخل لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.

الاجتماع عرف كذلك المصادقة على تعديلات مالية مست بعض المشاريع المبرمجة ضمن البرنامجين الثاني والرابع، مما يعكس مرونة في التفاعل مع المتغيرات الميدانية وسعياً لتحسين نجاعة التدخلات.

في العمق، تشي هذه الدينامية الجديدة في إقليم وزان بتحول نوعي في تصور التنمية المحلية، حيث لم تعد تقتصر على البنية التحتية أو المشاريع الاجتماعية، بل أصبحت تنطلق من الفرد، من الطاقات الكامنة في الشباب والنساء، لبناء تنمية من الأسفل نحو الأعلى.

فهل نشهد في السنوات المقبلة ولادة جيل جديد من المقاولين المحليين يقودون قاطرة التغيير في وزان؟ الجواب سيكون في قدرة هذه المشاريع على الاستمرارية والانتقال من منطق “الدعم” إلى منطق “الاستقلالية الإنتاجية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist