النساء … أهداف متعمدة لقوات الدعم السريع ( RSF ) / الجنس مقابل الغذاء

أنس الماحي           

في ظل صمت العالم ، تكتب أبشع فصول المعاناة لنساء السودان فلقد فُتحت ذرائع الصراع المسلح فتحولت النساء إلى أهدافٍ متعمدة لقوات الدعم السريع (RSF) ولميليشيات الاجرام التابعة لها ليس لأنهن مقاتلات، بل لأنهن رمزُ الحياةِ ذاتها فأصبحت جرائم الاغتصابُ الجماعي، والتعذيبُ والاختطافُ، والتشريدُ القسري.. جرائمٌ تُرتكب كل يوم على مسمع ومرآى المجتمع الدولي فيغمض عينيه، وكأن دماءَ هؤلاء النساء هينة لدى العالم.

لقد برزت معاناة النساء كواحدة من أكثر الجوانب المؤلمة والمُهملة. فقد تعرضت العديد منهن لانتهاكات جسيمة على يد قوات الدعم السريع وميليشياتها، مما ألقى بظلال قاتمة على واقع المرأة السودانية.​ فقد كشفت عديد التقارير عن تزايد حالات الاغتصاب والانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها النساء في مناطق النزاع، مما دفع بعضهن إلى التفكير في الانتحار هربًا من العار والألم النفسي.​

فى ذهول واضح على وجه امرأة سودانية تحكى عن أحداث لا يستطيع أى عقل أن يستوعب مدى وحشيتها ، في فيديو صادم نُشر على يوتيوب ، تروي إحدى الناجيات من مدينة نيالا كيف اقتحم مسلحون منزلها، وقتلوا زوجها وأطفالها أمام عينيها، ثم اغتصبوها هي وابنتها المراهقة / تقول “صرختُ طلبًا للنجدة، لكن أحدًا لم يسمع… حتى جيراني هربوا من الموت” ، وكثير كثير ، بل كثير جدآ مثل هذه الحالة.

وفي تقرير آخر، تم الكشف عن وجود أسواق لبيع النساء في السودان، حيث تعرضت البعض من السيدات لاعتداءات من قبل أفراد من قوات الدعم السريع، مما يعكس حجم الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في ظل غياب القانون ووفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية ، تُنفذ قوات الدعم السريع انتهاكاتٍ ممنهجةً ضد النساء، منها الاغتصاب كسلاح حرب.

تُهاجم الميليشيات القرى، وتستهدف النساء بشكل خاص لإذلال المجتمع وتفكيكه، كما تُستخدم مراكز احتجاز سرية لتعذيب الضحايا، كما وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش ، أما عن الابتزاز الجنسي مقابل الغذاء في مخيمات النزوح، فتُجبر النساء على “ممارسة الجنس” مع قادةالميليشيات مقابل حصص غذائية أو أدوية لأطفالهنَّ كما تُختطف الفتيات القاصرات ويُجبرن على “خدمة” المسلحين، أو يُرسلن إلى معسكرات تدريب لاستخدامهنَّ دروعًا بشرية.

رغم توثيق هذه الجرائم فلا تحرك الدول الكبرى ساكناً فالأمم المتحدة أقتصر ردود فعلها على “الإدانات اللفظية”- وكأنها الجامعة العربية فى بيانات الشجب المضحكة ، والجامعة العربية تُصدر بياناتً غامضةً ، والمنظمات الإنسانية تُحذر من أن 70% من ضحايا العنف الجنسي في السودان لا يحصلن على اي دعم طبي أو نفسي.

( لا تطلبوا منا النسيان بل اطلبوا من الجلادين التوقف )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist