الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)
في تقرير حديث قُدّم بالعاصمة الرباط، سلّط الضوء على ما أصبح يُعرف اليوم بـ”أزمة الخصوبة الحقيقية” في المغرب. لكنها ليست مجرد أزمة أرقام، بل أزمة اختيارات مؤجلة، وأحلام مؤجلة، وعوائق تمنع الكثير من المغاربة من تأسيس أسر كما يريدون، ومتى يريدون.
يشهد المغرب أزمة خصوبة متفاقمة، حيث انخفض معدل الإنجاب من 7,2 أطفال للمرأة في 1960 إلى أقل من طفلين في 2025، ما دون عتبة تجديد الأجيال. هذه الأزمة ليست فقط ديموغرافية، بل تعكس صعوبات اقتصادية واجتماعية تمنع العديد من المغاربة من تأسيس أسر كما يرغبون، بسبب غلاء المعيشة، وصعوبة السكن، وضعف سوق العمل، خاصة للنساء.
رغم أن الأسرة تظل محورًا أساسيًا في الثقافة المغربية، إلا أنها أصبحت عبئًا، خصوصًا على النساء. ويدعو التقرير إلى “عقد اجتماعي جديد” يوفر دعمًا حقيقيًا للأسرة، كالإجازات المدفوعة، والرعاية، والعمل المرن.
ورغم أن المغرب يعيش حاليًا “فرصة ديموغرافية” بفضل فئة الشباب النشيطة، إلا أن هذه النافذة ستُغلق قريبًا إذا لم تُنفَّذ إصلاحات شاملة في التعليم، والعمل، والرعاية الاجتماعية.
الخلاصة: المطلوب اليوم ليس فقط رفع معدلات الإنجاب، بل تمكين المواطنين من اختيار حياتهم الأسرية بحرية وكرامة.