الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
الجديدة – شهدت مدينة الجديدة ليلة الخميس/الجمعة جريمة قتل مأساوية راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، إثر تلقيه طعنة قاتلة بسلاح أبيض على يد شخص كان في حالة غير طبيعية، وذلك بالقرب من محطة وقوف الحافلات العمومية، غير بعيد عن مسرح عفيفي وسط المدينة.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن الضحية تدخل بدافع الشهامة في محاولة لإنقاذ شخص كان يتعرض لاعتداء عنيف من طرف المشتبه فيه، الذي بدا في حالة هيجان وعدم اتزان يرجح أنها ناتجة عن تعاطي مواد مخدرة. وفي لحظة مفاجئة، أقدم المعتدي على استخراج سلاح أبيض ووجه به طعنة غادرة صوب الشاب، أصابته على مستوى منطقة حساسة من جسده، ما تسبب له في نزيف حاد.
ورغم محاولات المواطنين وبعض المتواجدين في محيط الحادث إسعافه، تم نقل الضحية إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بخطورة الإصابة، في انتظار نتائج التشريح الطبي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة.
فور علمها بالواقعة، حلت بعين المكان مختلف الفرق الأمنية التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بالجديدة، بما في ذلك الشرطة القضائية والعلمية، حيث باشرت إجراءات المعاينة الأولية، وجمع المعطيات والشهادات المتوفرة.
وأسفرت التحريات الميدانية والتقنية المنجزة عن تحديد هوية المشتبه فيه في وقت قياسي، قبل أن يتم تعقبه وتوقيفه على بعد أمتار من مسرح الجريمة، أثناء محاولته الفرار والتخلص من أداة الجريمة التي تم العثور عليها لاحقًا. وقد جرى اقتياده إلى مقر الشرطة، ووُضع تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار إخضاعه للتحقيقات اللازمة.
تشرف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة على مجريات البحث التمهيدي، حيث ينتظر أن يتم تقديم المشتبه فيه أمام أنظار العدالة بعد الاستماع إليه في محاضر رسمية، للنظر في حيثيات الجريمة والملابسات المحيطة بها، والتي قد تشمل دوافع شخصية أو سلوكًا إجراميًا ناتجًا عن تعاطي مواد مؤثرة على الإدراك.
ومن المرتقب أن تُوجه إلى الموقوف تهم ثقيلة، في مقدمتها القتل العمد مع سبق الإصرار، وحيازة سلاح أبيض بدون مبرر مشروع، إلى جانب تهم الاعتداء على سلامة الغير في حالة غير طبيعية.
وقد خلفت هذه الجريمة صدمة قوية في أوساط ساكنة مدينة الجديدة، خاصة أنها جاءت في سياق تزايد الشكاوى من انتشار مظاهر الانفلات الأمني في بعض الأحياء، لاسيما خلال فترات الليل. كما أطلق عدد من النشطاء المحليين دعوات إلى تشديد العقوبات على حاملي الأسلحة البيضاء، وتعزيز التواجد الأمني في محيط المرافق العمومية.
ويُعد تدخل الشاب القتيل نموذجًا نادرًا في الشهامة والغيرة على الغير، ما جعل الكثيرين ينعونه على مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات مؤثرة، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات في حق الجاني.