الملاحظ نورة حكيم (صحفية متدربة)
في إطار استجابتها السريعة للتحديات المرتبطة بتزايد الطلب على الماء الشروب بمدينة الدروة، نفذت الشركة الجهوية متعددة الخدمات الدار البيضاء-سطات تدخلا ميدانيًا استعجاليًا مكّن من تحسين جودة خدمة التزويد بالماء وضمان استمراريتها، خاصة في ظل التوسع العمراني المتسارع الذي تعرفه المنطقة.
أفاد بلاغ صادر عن الشركة، توصلت به جريدة هسبريس، بأن المشروع شمل عملية ربط جديدة بين شبكة مدينة الدروة وشبكة رئيسية قادمة من إقليم النواصر، بالإضافة إلى تركيب جهاز لتثبيت الضغط عند مدخل خزان المياه بالدروة، بهدف تحسين تدفق المياه وضمان توزيعها بشكل متوازن داخل جميع أحياء المدينة.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع الطموح دخل حيز الخدمة يوم الخميس 10 يوليوز 2025، بعد أسبوع فقط من انطلاق الأشغال، في سابقة تُسجَّل لفائدة الفرق التقنية التابعة للشركة، التي واصلت عملها دون انقطاع حتى استكمال الأشغال في وقت قياسي.
هذا الإنجاز الفني والتقني ترك أثرًا إيجابيًا كبيرًا لدى سكان مدينة الدروة، الذين عبّروا عن ارتياحهم لتحسن الضغط المائي، لا سيما في الطوابق العليا التي كانت تعاني في السابق من ضعف في تدفق المياه، خصوصًا خلال فترات الذروة.
وفي السياق ذاته، ثمّن المجلس الجماعي لمدينة الدروة هذه المبادرة، معبرًا عن تقديره لمستوى الالتزام والتجاوب السريع الذي أبدته الشركة الجهوية متعددة الخدمات، سواء على مستوى التشخيص أو تنفيذ الحلول التقنية المناسبة.
يُعد هذا المشروع ثمرةً مباشرة لإعادة هيكلة خدمات توزيع الماء في جهة الدار البيضاء-سطات، حيث تمكّنت الشركة الجهوية متعددة الخدمات من تجاوز عراقيل كانت تقف في وجه مثل هذه المشاريع في السابق، بسبب تعدد المتدخلين وتباين مناطق التوزيع بين الأقاليم.
وأوضح البلاغ أن هذا الربط، الذي مكّن من تزويد الدروة بالماء انطلاقًا من شبكة النواصر، لم يكن ممكنًا في السابق نظرًا لغياب تنسيق مؤسساتي فعّال. غير أن إحداث الشركة الجهوية جعل من هذا الربط ممكنًا، بفضل منهجية عمل موحدة ورؤية شمولية لتدبير الموارد على مستوى الجهة ككل.
هذا المشروع يُعتبر مثالًا ناجحًا على النجاعة المؤسساتية والجاهزية التقنية في تدبير أحد أهم الموارد الحيوية، في وقت تتزايد فيه الضغوط على المنظومة المائية الوطنية. كما يبرز أهمية مقاربة القرب الجهوي في الاستجابة السريعة للحاجيات المحلية، خصوصًا في المدن المتوسطة والصاعدة.
بفضل هذا التدخل السريع والدقيق، تكون مدينة الدروة قد قطعت خطوة مهمة نحو تأمين حاجياتها من الماء الشروب، وضمان عدالة توزيعه بين مختلف الأحياء. وتؤكد هذه العملية أن النجاعة في التدبير لا تتطلب بالضرورة مشاريع عملاقة وطويلة الأمد، بل تحتاج إلى إرادة حقيقية، تنسيق مؤسساتي، واستثمار ذكي في الحلول التقنية المتاحة