حفيظ بنكميل
عاشت مدينة الرباط يوم الجمعة الأخير بمناسبة مواجهة لبؤوات الاطلس لمنتخب مالي برسم ربع نهاية أمم أفريقيا المقامة بالمغرب أمسية من نوع خاص بعدما وجد العشرات من المواطنين أنفسهم مابين الساعة السادسة والحادية عشر ليلا يطاردون الأشباح للتنقل الى منازلهم خاصة القاطنون بمدينة تمارة الذين باتوا يتعذبون في كل مناسبة كروية تقام بمركب الأمير مولاي عبد الله او الملعب الأولمبي حاليا حيث يختفي النقل ويضر بعضهم الى المشي بالإقدام فيما تصبح ظاهرة المضاربة في السعر و(المضاربة)والازدحام هي الحل الوحيد اذ غاليا مايقضي البعض ساعات طوال بمحطات الطاكسيات خاصة بباب الأحد…..
أسرد هذه الحالة فقط من معاناة التماريين كنموذج لواحد من المشاكل المفروض التفكير فيها لانجاح المونديال او كأس الأمم الافريقية …فالحديث او التركيز فقط على الملاعب والفنادق …لايكفي لانجاح الحدثين بل لا بد من التفكير في عامل النقل والتنظيم …لان مانراه حاليا في مقابلة عادية كالفوضى والعشوائية وقطع الطرقات وغلق المسالك.. لن يكون ضامنا لنجاح اي تظاهرة لان المطلوب هو التنظيم .. تنظيم وتوفير وسائل النقل بما هو مطلوب …تنظيم تحركات الطاكسيات وتقنين المجال ..وفتح فضاءات للتواصل مع المواطنين…وتدبير أزمات النقل بمحطات الطاكسيات والطوبيسات خلال إجراء المقابلات بدل ترك الناس يواجهون مصيرهم في ظل انعدام وسائل النقل او استفحال ظاهرة المضاربة والنقل السري …
إن إنجاح تظاهرة مثل المونديال أو كأس الأمم الافريقية القادمة بالمغرب يحتاج إلى سياسة تدبيرية خاصة على مستوى العاصمة الرباط ومعها كل من تمارة وسلا …ويحتاج لاستراتيجية شاملة لها علاقة بالجانب اللوجيستيكي والتنظيمي والبشري…وليس الكلام فقط عن الملاعب …لان ما نشاهده خلال بعض المواجهات اليوم يعد كارثة خاصة فيما يتعلق بمشكل النقل ومعاناة العشرات من المواطنين بمحطات الطاكسيات وايقاف حركة الحافلات الحضرية ….وإن استمر الحالة هكذا خلال إجراء مقابلات كأس الأمم الافريقية وكذا المونديال فإن الأمر سيكون كارثيا ولن يخدم مصلحة وطننا ولا سمعته خاصة إذا ماعلمنا أن العاصمة الرباط وكمدينة مونديالية ستشهد بعض اللقاءات ستعرف حضورا جماهيريا لانصار جماهير منتخبات عالمية بأعداد لاتحصى وهو ما يجعلنا نقول ما تحدثنا عنه …
هي إذن إشارات نتمنى ان يلتقطها من يراهنون فقط على بناء ملعب الرباط واحداث فنادق ومرافق سياحية دون التفكير فيما هو تنظيمي وبشري…
