الملاحظ -نورة حكيم (صحفية متدربة)
شهدت الطريق الرابطة بين منطقة التويجرات وجماعة أولاد امرابط بإقليم الصويرة، ليلة الأحد (3 غشت 2025)، حادثة مرورية مروّعة خلفت ثلاثة أشخاص في حالة حرجة، بينهم اثنان من جماعة سيدي المختار.
أسفرت المعطيات المحلية المتطابقة عن اصطدام قوي بين شاحنة خفيفة من نوع “بيكوب”، تقل الشابين، وسيارة خفيفة من نوع “كليو”، بحسب شهود عيان. وقد أدّى الاصطدام إلى إصابة الراكبين في الـ”بيكوب” بجروح بليغة، فضلاً عن إصابة سائق سيارة “الكليو” التي عرفت بدورها أضراراً كبيرة.
انخرطت على الفور عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية في تدخل ميداني لتأمين موقع الحادث، حيث جرى إسعاف المصابين ونقلهم بسرعة نحو المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة. وتفيد المعطيات أن الجرحى يرقدون حالياً بوحدة العناية المركزة، في انتظار تطور وضعهم الصحي.
تم فتح تحقيق قضائي بإشراف النيابة العامة المختصة، لفك طلاسم الحادث وتحديد المسؤوليات القانونية بين سائقي المركبتين، خصوصاً في ما يتعلق باحترام قواعد السير والسلامة على الطريق.
وتأتي هذه الواقعة ضمن مسلسل مستمر لحوادث السير بإقليم الصويرة، حيث كشفت إحصائيات النيابة العامة لـ 2022 عن تسجيل 657 حادث طريق، منها 360 داخل الوسط الحضري، مخلفاً حوالي 50 وفاة و722 جريحاً منهم 76 حالة بليغة.
كما أعادت الفاجعة الأليمة التي وقعت في 14 ماي 2025 بين جماعة تمنار وأكَادير إلى الواجهة، إثر اصطدام بين حافلة ركاب وسيارة خفيفة، أسفر عن 8 قتلى و24 جريحاً ويُنظر إلى المنعرج الشديد الخطورة بمحاذاة الجماعة على الطريق الوطنية رقم 1 باعتباره بؤرة حوادث متكررة تُستوجب تداركاً سريعاً.
في هذا السياق، نظمت النيابة العامة في الصويرة لقاءات متعددة بمناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية، جمعّت مختلف المتدخلين (الدرك، الأمن، الوقاية المدنية، التعليم، السلطات المحلية…) لمناقشة استراتيجيات الوقاية والتحسيس القانوني، وأسفرت عن توصيات بتكثيف المراقبة وتعزيز البنية التحتية والسلامة القانونية .
إن الحادث الأخير يُعد تذكيراً مؤلماً بضرورة اتخاذ إجراءات جادة لتعزيز السلامة الطرقية في الإقليم، عبر تحسين التشوير، ضبط سرعتها، وتفعيل برامج التوعية المستمرة للمستهلكين، إلى جانب مراقبة وتقييم أداء الأطر التنفيذية والقضائية المعنية. انهيار سريع في حياة ثلاث أسر أثقلتها هذه الحادثة، تترجى أن تكون بوابة للحركة نحو تصحيح وضع خلّفه الإهمال الجماعي على منعرجات الطريق الوطنية.