السكتيوي يُقنع الجماهير بقيادته للمنتخب المحلي.. وبوادر مقارنة مع الركراكي تلوح في الأفق

الملاحظ – نورة حكيم (صحفية متدربة)

بدأ طارق السكتيوي، مدرب المنتخب الوطني المحلي، في حصد ثمار الثقة الجماهيرية، بعد قيادة موفقة للنخبة الوطنية نحو فوز مستحق على نظيرها الأنغولي بهدفين دون رد، في افتتاح مبارياته ضمن بطولة أمم أفريقيا للمحليين “الشان”. الانتصار، الذي حمل بصمة واضحة للسكتيوي، أظهر منتخباً منظماً، متماسكاً دفاعياً وفعالاً هجومياً، ما عزز من رصيده الفني والجماهيري في المشهد الكروي المغربي.

المدرب السابق لناديي المغرب الفاسي ونهضة بركان واصل بذلك بناء قاعدة جماهيرية صلبة، بعد أن نجح في قيادة المنتخب الأولمبي لنيل الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، في إنجاز تاريخي أعاد الأمل لجماهير الكرة المغربية في قدرة الإطار الوطني على التوهج قارياً ودولياً.

وما ميّز ظهور المنتخب المحلي في اللقاء الأول، حسب العديد من المتابعين والمناصرين، هو الانضباط التكتيكي، والروح القتالية العالية، والانسجام بين الخطوط، إلى جانب الحنكة التي أظهرها السكتيوي في قراءة أطوار المباراة والتعامل مع مجرياتها بواقعية وهدوء.

المدرب المغربي أفلح في استخلاص الأفضل من لاعبيه، مستثمراً مؤهلاتهم بشكل متوازن، ما أفرز مجموعة متجانسة تقدم كرة حديثة، دون الإفراط في المجازفة أو الوقوع في الارتباك، وهو ما نال استحسان الجماهير التي عبّرت عن دعمها للسكتيوي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيدة بأسلوبه المتزن في التواصل، وصرامته الفنية داخل رقعة الميدان.

في هذا السياق، قال الدولي المغربي السابق، ميري كريمو، إن “مباراة المنتخب الوطني المحلي كانت نموذجاً في الواقعية، تميزنا بصلابة دفاعية ونجاعة هجومية وتفوق تكتيكي”، مضيفاً أن “السكتيوي وطاقمه يسيرون في الاتجاه الصحيح، ورغبة اللاعبين في الانتصار كانت واضحة”.

وأثنى كريمو على سلوك السكتيوي، معتبراً إياه مدرباً وطنياً مخلصاً، قائلاً: “طارق من أسرة كروية عريقة، وهو لا يتأخر عن نداء الوطن، ويملك كل المقومات التي تخوّله مستقبلاً تدريب المنتخب الوطني الأول”.

لكن النجاح الأولي للسكتيوي في “الشان” لم يعفه من التحديات المنتظرة، إذ يواجه ضرورة التتويج باللقب، خاصة في ظل إرث ثقيل تركه المدربان السابقان جمال السلامي (2018) والحسين عموتة (2021) بإحراز لقبين في البطولة نفسها. هذا ما يضع المدرب المحلي أمام اختبار صعب لإثبات جدارته بمواصلة المشوار على رأس العارضة الفنية مستقبلاً.

بموازاة ذلك، بدأ بعض المراقبين في عقد مقارنات بين السكتيوي ووليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني الأول، سواء من حيث النهج التكتيكي أو الأداء الإعلامي والتواصلي، حيث أشار العديد إلى تفوق السكتيوي في ضبط خطابه وحفاظه على لياقة التواصل، مقابل انتقادات وُجّهت للركراكي بشأن بعض تصريحاته وردود فعله تجاه الإعلام والجماهير.

كما لا يغيب عن هذا المشهد الضغوط المتزايدة على وليد الركراكي، المُطالب بقيادة “أسود الأطلس” للفوز بكأس أمم أفريقيا 2025، التي ستُقام على أرض المغرب، في ظل تطلعات جماهيرية جامحة لإعادة المجد القاري إلى الكرة الوطنية بعد طول غياب.

وبين نجاحات السكتيوي في الفئات السنية والمحلية، وتحديات الركراكي في القمة، يتجدد النقاش حول مكانة المدرب الوطني، وجدوى منحه الثقة الكاملة في إدارة المنتخبات، في وقت تؤكد فيه المؤشرات أن الأطر المغربية باتت أكثر نضجاً وتأهيلاً لقيادة المنتخبات إلى منصات التتويج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist