مجاهد يكشف مسلكيات التضليل الإعلامي حول الصحراء المغربية في لقاء السيادة الإعلامية بالعيون

الملاحظ – مصطفى البحر من العيون          

رسائل قوية تلك التي بعث بها رئيس اللجنة المؤقتة لتسير شؤون قطاع الصحافة والنشر/ المجلس الوطني للصحافة/ يونس مجاهد خلال كلمة افتتاح أشغال اللقاء العربي حول موضوع ” السيادة الإعلامية ” المقام بشراكة وتنسيق مع كل من اللجنة المؤقتة والأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، وذلك بمقر المكتبة الوسائطية بمدينة العيون عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، حيث جاءت مضامين الزميل يونس مجاهد مفصلة ومركزة بشكل لافت، كان لها الوقع الكبير على مسامع حضور الإعلام العربي والمغربي داخل وخارج مقر هذا اللقاء الذي اعتبر تاريخي بكل المقاييس بإجماع الحضور.

المثير في كلمة الإفتتاح هذه كونها جاءت مجسورة بكثير من الذكاء والدهاء الإعلامي المؤطر بأدبيات الفعل السياسي المنتهي الى كشف حقيقة مسلكيات التضليل الإعلامي الخطير المتجاوز لكل الحدود، الذي يمارس في حق الوحدة الترابية للمملكة المغربية لعقود من الزمن، تحت غطاء ممارسة مهنة الصحافة والإعلام من جهات ودول بعينها بقيادة النظام العسكري الجزائري، المنخرط بلا هوادة في حملة محاولة تشويه صورة المملكة المغربية، ومعاداة وحدتها الترابية. وهو نمودج صارخ يتقاطع في أبعاده الخبيثة والقذرة مع ٱفة صناعة التقارير الإعلامية المشبوهة وانجاز محتويات تضليلية تروم بالأساس تحريف الوقائع وتزوير الحقائق وتدليس المعطيات وقلب معادلات الجغرافية والتاريخ في قضية الصحراء المغربية.

والتدليل على فصول هذه المؤامرة، أكد يونس مجاهد في الكلمة ذاتها على أن التضليل الإعلامي بلغ مستويات غير مسبوقة، الى حد يمكن أن يشكل نمودجا أكاديميا في دراسة أساليب وتزوير التاريخ والجغرافيا والسياسة، كما هو حاصل في قضية الصحراء المغربية يقول مجاهد، التي تتعرض لحملات دعائية مغرضة فاقت كل التوقعات الخبيثة. وزاد قائل في السياق عينه أن عملية احتلال المغرب سنة 1912 كان بفعل تحالف استعماري غربي جمع فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وإشراف للولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الجزيرة الخضراء المنعقد سنة 1906 الذي قسم فيه المغرب الى ثلاثة مناطق نفوذ، في خطوة مشابهة لإتفاقية “سايس بيكو” التي قسمت دول المشرق العربي.

وأضاف رئيس اللجنة المؤقتة في المنحى ذاته موضحا أن الصحراء المغربية لم تكن يوما أرضا خلاء، كما روج لها المستعمر، بل كانت دوما جزءا لا يتجزأ من الأراضي المغربية الشريفة. وأكد بالمقابل على أن الشيخ ماء العينين وأبنائه قادوا معركة المقاومة المسلحة من منطقة السمارة الى مراكش ضد الإحتلال الإسباني.

ونبه في الكلمة عينها الى ان المغرب منذ استقلاله سنة 1956، واصل عملية تحرير أراضيه الجنوبية على مراحل، فكان أن استعاد طرافاية سنة 1958، وسيدي إفني سنة 1969، الأمر الذي يفند وينسف كل الإدعاءات الإنفصالية. قبل أن يؤكد المتحدث نفسه على أن المغرب هو أول من طرح قضية الصحراء على طاولة الأمم المتحدة سنة 1961، في الوقت الذي لم يكن أي طرف ٱخر يدعي تمثيلها. مشيرا الى ان شعار ” تقرير المصير ” لم يكن وليد حركة تحررية كما روج له، بل هو من اختراع الديكتاتور الإسباني فرانكو الذي أراد خلق دويلة تابعة لإسبانيا في الجنوب في أفق محاولة قطع الطريق أمام وحدة التراب المغربي.

وأكد الزميل يونس مجاهد في الكلمة نفسها على أن المغرب اختار المسار القانوني والدبلوماسي حين عرض قضية الصحراء المغربية على محكمة العدل الدولية، التي أقرت علانية بوجود روابط بيعة وولاء بين قبائل الصحراء والسلطة المركزية المغربية، قبل أن يتم الإعلان عن اطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975، مما اجبر إسبانيا على توقيع اتفاقية مدريد وإنهاء مرحلة احتلالها للأراضي الصحراوية المغربية.

وفي سياق متصل انتقد رئيس اللجنة المؤقتة مواصلة بعض وسائل الإعلام الغربية والإسبانية ترويج الأكاذيب والمغالطات حول ما يسمى ب” المناطق المحررة”، مؤكدا على أن هذه المناطق في الحقيقة هي منطقة عازلة منزوعة السلاح، خاضعة بالأساس لاتفاق مع هيئة الأمم المتحدة، وأن قضية ما يسمى “مخيمات اللاجئين” في تندوف، ليست سوى معتقلات خاضعة لسيطرة عسكرية جزائرية تمارس فيها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك تجنيد الأطفال عنوة وسرقة ونهب للمساعدات الإنسانية الدولية في ظل صمت غربي مريب عن هذه الجرائم ضد الإنسانية.

وتأسيسا على هذا المنحى يردف مجاهد أن ما يحصل من تجاوزات وتضليل إعلامي في المنطقة، يجب ان يدرس كنمودج لأخطر أشكال تزوير الحقائق والمعطيات وتشويه مفضوح للحقوق التاريخية للمغرب. كما أشار بالمقابل الى الدور الكبير الذي تلعبه الدعاية الغربية، بخاصة الإسبانية منها التي تروم من حيث القصد الى محاولة إضعاف المغرب، ومنعه من استكمال وحدته الترابية وتحرير مدينتي سبتة و مليلية والجزر المتوسطية، التي ما تزال تحت الإحتلال الإسباني.

وأضاف مجاهد قائلا أن أجهزة الدعاية الجزائرية والإسبانية تتقاطع في الاهداف بغرض مواصلة ترويج الأكاذيب والمزاعم بشأن حدوث مواجهات يومية بالصحراء المغربية، والتسويق المبتذل والحديث عن ما يسمونه “طوق أمني خانق” بالاقاليم الجنوبية للمملكة، في حين أن الواقع يكشف عكس ذلك تماما. بحيث يعيش السكان في أمن واستقرار ويمارسون حقوقهم السياسية والنقابية والمدنية بشكل اعتيادي، ويشاركون بكل حرية في الإنتخابات، ويمثلون في البرلمان والجماعات المحلية.

ويمكن لأي زائر للمدن الصحراوية أن يكتشف بنفسه الحياة بهذه المناطق على انها طبيعية تماما. في حين انه من المستحيل على الصحافيين أو المراقبين زيارة مخيمات تندوف والتحدث الى سكانها بحرية، بعيدا عن رقابة المخابرات العسكرية الجزائرية وميلشيات البوليزاريو.

هكذا بسط يونس مجاهد في كلمته الإفتتاحية لأشغال هذا اللقاء العربي التاريخي حول موضوع “السيادة الإعلامية” بمدينة العيون، قبل أن يفضح مسلكيات وسرديات الدعاية التضليلية المجسورة بشتى أنواع التدليس والتغليط وقلب الحقائق في قضية الصحراء المغربية من طرف وسائل الإعلام المأجورة وأصحاب الأجندات المشبوهة للنيل من صورة المملكة المغربية.

ولم يكن اختيار مدينة العيون من طرف المنظمين اعتباطيا، بل هو اختيار تحدي واختبار ميداني بحضور نقباء هيئات مهنية وامناء وخبراء إعلاميون عرب، للوقوف على حقيقة الوضع العام بمناطقنا الجنوبية. وهي المناسبة نفسها التي دعا من خلالها يونس مجاهد أعضاء الأمانة العامة للصحافيين العرب إلى التصدي بحزم ومسؤولية مهنية وأخلاقية لمواجهة حملة التضليل الإعلامي المتواتر، والتأكيد على إدراج هذه المهمة الصحفية في صلب برامج إتحاد الصحافيين العربي، على اعتبار أن السيادة الإعلامية هي المدخل الأساس لحماية وصيانة السيادة الوطنية، لأن الكلمة الصادقة تظل أول أسلحة التحرر في معركة الوعي ضد كل أشكال الهيمنة والتضليل والتزييف وقلب الحقائق الساطعة على الأرض.

وشدد مجاهد على أن الاتحاد ظل عبر تاريخه المهني، ذلك البيت الجامع للصحافيين العرب، والخيمة التي تحميهم من خطاب الهيمنة والتضليل. وبالتالي بشكل هذا اللقاء غير المسبوق بمدينة العيون المغربية المحطة الفاصلة للدفاع عن صدقية العقل، ومنارة الوعي والنقد الحر والمسؤول في مواجهة كافة حملات التشويه والتغليط، التي تستهدف قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الوطنية للمملكة المغربية الشريفة.

الى ذلك تزامن عقد هذا اللقاء الإعلامي العربي، مع أفراح و احتفالات الشعب المغربي قاطبة بفوز المنتخب المغربي لأقل من عشرين سنة بكأس العالم في الشيلي. الأمر الذي عاينه عن قرب كافة أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، إلى حد الإنبهار والدهشة في كل شوارع وأزقة مدينة العيون الصامدة، شأنها شأن باقي الحواضر المغربية من طنجة إلى الكويرة. الأمر الذي يحسب للجنة المؤقتة لتسير شؤون قطاع الصحافة والنشر التي رفعت سقف التحدي عاليا في تنظيمها لهذا اللقاء الإعلامي العربي الكبير بعاصمة الأقاليم الجنوبية بكل فخر و اعتزاز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist