بين التذكير بالمطالب والتعريف بالأكلات في “إيضْ إينّاير”..هكذا تم الاحتفال بالسنة الأمازيغية أمام البرلمان

بين التذكير بالمطالب والتعريف بالأكلات في “إيضْ إينّاير”..هكذا تم الاحتفال بالسنة الأمازيغية أمام البرلمان

الملاحظ من الرباط _ الصور: مروان غناج               

وسط حضور جماهيري كبير خلدت هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي” رأس السنة الأمازيغية أمام مقر البرلمان، مساء الجمعة. احتفالية امتزج فيها الجانب الاحتفالي بالتعريف بالأكلات الشعبية الأمازيغية في “إيضْ إيناير”، مع التذكير بالمطالب الأساسية المتعلقة بحقوق الأمازيغ.

وانطلقت الاحتفالية بترديد شعار “إرْگازْن تِمْغارين مُوناتاغْ أنْگْ يانْ أدْ نْرارْ إِزرفان… إزْرفانْ أوفگان”، ومعناه بالعربية “أيها الرجال والنساء تعالوا نتَّحد لاسترجاع حقوق الإنسان”.

وحملت الشعارات التي تم ترديدها، فضلا عن المطالب اللغوية والثقافية، مطالب ذات طابع سياسي واجتماعي، من قبيل: “تحرير أراضي سوس من ميليشيات الرعاة الرحل”، و”إطلاق سراح معتقلي الرأي العام”.

وتحوّلت الساحة المقابلة للبرلمان، بعد ذلك، إلى فضاء للاحتفال على إيقاعات الطبل والدفوف، قبل أن تُختتم الاحتفالية بتناول الأطباق التقليدية، وفي مقدمتها “تاگلّا” (العصيدة)، التي يتم إعدادها بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية.

وعبّرت هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي”، في البيان الذي تُلي بالمناسبة، عن إحباطها من “تقاعس الحكومة” عن الاستجابة لمطلب الاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية وجعله عيدا وعطلة رسمية مؤدى عنها.

ويكتسي الاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية بالنسبة إلى هذه الهيئة “رمزية قوية ترتبط بثقافة البلد وهويته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، مما يحتم إعادة قراءة تاريخ المغرب من أجل تثمين أعلامه ورموزه وإبراز أمجاد مختلف مراحله”.

ودعت الهيئة ذاتها كذلك إلى تسريع تعميم اللغة الأمازيغية في التعليم، وفي جميع مرافق الدولة وقطاعاتها الحيوية، وتدارك وضعية مدرسي اللغة الأمازيغية، و”حمايتهم من التمييز الذي يعرقل أداءهم لمهمتهم”.

وبالرغم من انتقاد هيئة شباب تامسنا “لعدم استجابة الحكومة للعديد من المطالب المُلحّة لأمازيغ المغرب”، فقد كانت الاحتفالية التي نظمتْها مناسبة لإبراز التطور التدريجي للنهوض بالأمازيغية في المغرب خلال العقدين الأخيرين، رغم بُطئه ورغم الانتقادات الموجهة إلى هذا المسار.

فقبل أربعين عاما كانت كتابة بضع كلمات أمازيغية بحرف تيفيناغ تقود إلى التحقيق لدى الشرطة لعدة أيام.

ويتذكر المحامي حسن إد بلقاسم، رئيس لجنة تنسيق الشعوب الأصلية بشمال إفريقيا، في كلمة ألقاها بالمناسبة، كيف أنه عندما كتب اسمه على لوحة التعريف أمام مكتبه، بالعربية والفرنسية والأمازيغية، تم اعتقاله، وقضى أسبوعا كاملا في في مخفر الشرطة.

وقدم إد بلقاسم كرونولوجيا تطور النضال الأمازيغي منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، حيث تم تأسيس جمعية “تماينوت”، التي استهلت عملها بالتركيز على تعليم الأمازيغية.

وتوسع نطاق النضال من أجل إحقاق الحقوق اللغوية والثقافية للأمازيغ، يضيف إد بلقاسم، حيث تم إنشاء جمعيات جديدة، وتم إرسال وفد عنها إلى مؤتمر فيينا لحقوق الإنسان عام 1993، وعرض مطالب أمازيغ شمال إفريقيا على أنظار مسؤولي الأمم المتحدة.

وقام مناضلو الحركة الأمازيغية المغاربة بتشبيك عملهم مع نظرائهم من بلدان شمال إفريقيا، وقد تمخض عن ذلك تأسيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، ولجنة تنسيق الشعوب الأصلية الإفريقية، كما تمت مطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بحقوق هذه الشعوب، وهو ما تمت الاستجابة له عام 2000.

هذه الخطوة، يضيف إد بلقاسم، قابَلها المغرب، في بداية عهد الملك محمد السادس، بإحداث منعطف في مسار الاعتراف بالأمازيغية، عبر إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بعد خطاب أجدير، الذي كان أيضا منطلقا لإدماج الأمازيغية في منظومة التعليم، قبل أن تتم دسرتها في الوثيقة الدستورية عام 2011.

https://youtu.be/_mWc8LfDsGY