“دكتاتورية” زمن “التغول” بمجلس العاصمة!
بقلم: فاروق مهداوي*
في كل دورة لمجلس جماعة الرباط، لابد وأن تفرض السيدة عمدة الرباط أسماء أغلالو، نفسها على الجميع بطلة للمشهد، مرة في صيغة “محاربة” الفساد (ظاهريا أو كما تود التسويق لنفسها)، ومرة كأحسن مسيرة للعاصمة (في اعتقادها)، ومرة أخرى بمهاجمة المعارضة (أو هكذا تظن)….لكن هذه المرة اختارت الظهور بمظهر “الدكتاتور”.
السيدة العمدة التي تبين أن صدرها ضيق جدا، وضاق معها صدر كل الأغلبية المكونة للمجلس، اتضح أنها غير قادرة على التجاوب مع الطروحات المقدمة من لدن مستشاري فيدرالية اليسار، وحتى عندما اتجهنا الى القانون في احترام تام، كان الرد هو تعديل القانون لتكميم الأفواه وتسييد منطق الرأي الواحد والوحيد.
السيدة العمدة ومعها أغلبيتها التي قلبت الطاولات في الولاية السابقة التي كان فيها حزب العدالة والتنمية على رأس مجلس العاصمة، من أجل حقها في الكلام و”دفاعا” عن الديمقراطية، يحاولون اليوم قمع صوت فيدرالية اليسار من داخل المجلس بشكل أساسي، ومعه حق جميع الفرق المشكلة للمجلس في التعبير عن رأيها من خلال آلية الأسئلة الكتابية، في ضرب صارخ للدستور والقانون التنظيمي 113.14 المتعلق المنظم للجماعات الترابية.
لا يمكن اليوم بأي وجه من الأوجه، أن تمنع الإعلام من الحضور لدورات المجلس، ولا يمكن بأي وجه من الأوجه منع المستشارين الجماعيين بتصوير الدورات أو تصوير مداخلاتهم التي يتواصلون من خلالها مع ساكنة العاصمة، إلا من خلال وجه دكتاتوري تسلطي ابتلى به الرباطيون والرباطيات.
ليكن في علم السيدة العمدة، وكافة مكونات الأغلبية بمجلس مدينة الرباط، أننا نناضل بقاعة عن قيم الديمقراطية، وعن الحق والقانون، وعن الدستور الذي هو أسمى تعبير على إرادة الأمة، فلن نصمت لهذا البطش، ولن نستكين للوراء، بل سنسلك جميع المساطر القانونية والنضالية لوقف هذا “التغول” وهذه الأساليب “السلطوية”، التي ظل الحكم في المغرب عن طريق جميع مؤسساته، ومن خلال خطاباته، يروج على أنها أصبحت غير “مقبولة”، وستكون هذه المحطة وقفة أخرى لإتضاح زيف الشعارات الرسمية.
ملحوظة: قلت بأن هذه التعديلات تستهدف مستشاري فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس العاصمة، لأننا وحدنا من كنا نطرح غالبية الأسئلة الكتابية في الدورات، وكنا نعمل على تسجيل ردود العمدة والنواب عن جميع الأسئلة، وخصوصا التي تهم قضايا الساكنة لنقل الحقيقة كما هي، ويمكن للجميع العودة لمحاضر الدورات السابقة والتأكد من هذا الأمر.
*مستشار جماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس جماعة الرباط