إسيل تُمثل المغرب في النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لجمهور المسرح

إسيل تُمثل المغرب في النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لجمهور المسرح

الملاحظ – متابعة       

ستشهد النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لجمهور المسرح مشاركة المغرب من خلال جمعية إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي، ذات المسار الاستثنائي في مجال المسرح وقد تم اختيار 50 مرشحًا من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث، الذي سيجمع مختصين في إدارة الثقافة، والمبدعين والفنانين، وممثلين عن الإدارات العامة، والباحثين، والاستشاريين، وأعضاء من المجتمع الأكاديمي الدولي قصد بلورة تصور شامل حول مآل المسرح وما يقدم للجمهور.

سيُعقد المؤتمر في برشلونة من 18 إلى 20 نوفمبر 2024، ويؤكد في بيانه على أهمية تعزيز المسرح وضمان الوصول إلى الثقافة لجميع المواطنين بغض النظر عن طبقاتهم الاجتماعية. كما يشير إلى دور فنون الأداء كأداة للتحول الاجتماعي والتوعية العامة٠
وسيتم تنظيم الحدث من قبل “ألفورا فوكس” في مسرح روميا بالعاصمة الكتالونية والهدف من هذا الحدت هو إعادة تعريف دور الجمهور في فنون الأداء والاعتراف بدورهم كعوامل للتحول الاجتماعي والتوعية العامة.

سيستضيف المؤتمر خبراء دوليين سيقدمون محاضرات وورش عمل، مما يوفر مساحة للتبادل والتفكير حول مستقبل المسرح وتأثيره على المجتمع.

ويقول سعيد ايت باجا رئيس جمعية اسيل ان للجمهور دورًا أساسيًا ومتعدد الأبعاد في الصناعة الثقافية، بدءًا من التأثير على نوعية الإنتاجات الثقافية التي يتم تقديمها، وصولاً إلى دعم الاقتصاد الثقافي بشكل فعّال٠ ويقول ايت باجا انه يمكن النظر إلى دور الجمهور في عدة جوانب، أهمها؛

1 ـ الطلب والتوجيه : الجمهور يشكل القوة الدافعة التي توجه الإنتاج الثقافي٠ اهتماماته وتفضيلاته تُملي على المنتجين والمبدعين نوعية الأعمال التي يجب إنتاجها، سواء كانت عروض مسرحية، أو أفلامًا، أو موسيقى، أو معارض فنية.

2 ـ التفاعل المباشر والتقييم : من خلال حضور الفعاليات والتفاعل معها، يعبر الجمهور عن آرائه ويشكل تقييمه للأعمال المقدمة. تفاعل الجمهور مع الأعمال يعزز قيمتها الفنية ويعطي إشارات مهمة للمبدعين حول نجاح العمل أو الحاجة إلى تطويره.

يمكن أيضًا لهذا التفاعل أن يُحدِث تأثيرًا طويل الأمد؛ فالأعمال التي تحظى بإعجاب الجمهور تتخذ صفة النجاح وتتأصل في الثقافة العامة، بينما قد تختفي الأعمال التي لم تلاقِ تفاعلًا إيجابيًا.

3 ـ الدعم الاقتصادي : الجمهور يسهم في استدامة الصناعة الثقافية عن طريق شراء التذاكر، والاشتراكات، واقتناء المنتجات ذات الصلة. الإيرادات الناتجة من الحضور والمشاركة تمثل مصدر دخل رئيسي للمؤسسات الثقافية، مثل المسارح ودور العرض السينمائي، مما يمكنها من الاستمرار وتقديم محتوى جديد. كذلك، يسهم هذا الدعم في توفير وظائف للعديد من العاملين في الصناعة الثقافية، بدءًا من الفنانين إلى التقنيين وفرق الإنتاج.

4 ـ التأثير الاجتماعي والثقافي : الجمهور ليس مجرد مستهلك للمحتوى، بل هو جزء من التجربة الثقافية نفسها، حيث يساهم بتفاعله واهتماماته في تشكيل الحوار الثقافي العام. الجمهور يشجع على مناقشة قضايا معينة، وتحديد القيم التي يجب التركيز عليها، مما يجعل من الإنتاج الثقافي وسيلة لتبادل الأفكار وتعزيز التواصل المجتمعي.

5 ـ دور الجمهور كناقد ومروج : في العصر الحديث، يلعب الجمهور دورًا نشطًا كمروج وناقد للأعمال الثقافية، خاصةً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن تسهم آراء الجمهور وتقييماته في نجاح عمل ثقافي وانتشاره، أو في فشله وانسحابه من الساحة.

كما أن تقييمات الجمهور واهتماماته تساعد أيضًا في جذب التمويلات والرعاة إلى هذه الصناعة، مما يخلق دائرة اقتصادية دائمة في تطوير المنتجات الثقافية.

بشكل عام،هذا الملتقى سيمكننا من دراسة احتياجات الجمهور الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الصناعة الثقافية، ليس فقط كمستهلك، بل كمشارك فعّال في دعم، توجيه، وتطوير هذه الصناعة، مما يجعل التجربة الثقافية عملية تفاعلية ثنائية تعزز التواصل الإنساني والإبداع المستمر.