كاتبات مغربيات يوقّعن إصدارات في مصر

كاتبات مغربيات يوقّعن إصدارات في مصر

احتضن رواق وزارة الثقافة والشباب والاتصال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الرابعة والخمسين، مساء أمس الجمعة، حفل توقيع جديد أعمال كاتبات وروائيان مغربيات.

وتميز حفل التوقيع بحضور فعاليات ثقافية وفكرية مغربية ومصرية، وأحمد التازي، سفير المغرب بالقاهرة ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، إلى جانب وسائل إعلام محلية والتي أعربت عن تقديرها الكبير لما يعرضه الرواق المغربي من إصدارات وأعمال في مجالات مختلفة؛ من التراث والتاريخ إلى القصة والرواية والترجمة، مرورا بالفنون والآداب.

وعبرت الكاتبات المغربيات، بهذه المناسبة، عن فخرهن وسعادتهن بتوقيع أعمالهن الأدبية ضمن أحد أكبر المعارض الثقافية بالعالم العربي والذي يتيح التعريف بالثقافة والفكر المغربيين، وخاصة الإبداع النسائي.

وفي هذا الصدد، قالت بديعة الراضي، رئيسة رابطة كاتبات المغرب التي وقعت إصدارها الجديد “بيني وبين استير” الصادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع في 190 صفحة من القطع المتوسط، في تصريح صحافي، إن الرواق المغربي يضم أسماء وازنة في مجالات القصة والرواية والنقد والدراسات الأدبية، مشيرة إلى الحضور النسائي المغربي الكبير ضمن فعاليات هذا المعرض بدعم من وزارة الثقافة والشباب والاتصال.

وعن جديد إصداراتها، أشارت إلى أن زمن كتابة رواياتها “بيني وبين استير” كانت قبل ثلاث سنوات بالأردن والتي تحكي قضية للحوار من أجل السلام والتواصل وتجاوز الأشياء السلبية لصالح القيم الإنسانية بطريقة أدبية تعتمد السرد والروائي الضمني والانزياحات نحو الخيال حتى تصبح أدبا ينتمي إلى الجنس الروائي.

وتعتبر هذه الراوية، أضافت الكاتبة، ثالث عمل في مسارها الإبداعي بعد روايتي “غرباء المحيط” و”حافية القدمين” وبعد أعمال عديدة في مجال المسرح، مسلطة الضوء انشغالات الروائي والكاتب الذي يبقى قريبا من قضاياه الفكرية.

من جهة أخرى، أكدت الراضي أن الحضور الثقافي النسائي بهذا المعرض كان “مشرفا وبصم على حضور قوي ومتميز” من خلال الإصدارات والأعمال التي تتناول شتى مجالات الإبداع.

بدورها، اعتبرت القاصة والروائية زهرة عز أن مجموعتها القصصية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية “مرآة خبز وقمر”، التي الصادرة ضمن منشورات المجلس الأوروبي للفكر للدراسات والترجمة ببلجيكا في 156 صفحة من القطع المتوسط، تمزج بين الشعر والسرد، وتجعل ما هو شائع أو مألوف مدهشا ومشوقا وحارقا في آن.

وأضافت أن هذه المجموعة القصصية تلامس الواقع من خلال قضايا اجتماعية وتاريخية يتم “ترهينها”، أي خلق سياق واقعي يتقاطع مع القضايا الإنسانية الراهنة. كما أنها تعتمد بشكل أساس على معالجة الجوانب الإنسانية، التي باتت تنزع نحو الاختفاء والتلاشي.

أما الكاتبة سميرة مصلوحي التي وقعت كتاب “نحو استراتيجية إبداعية في تعليم وتعلم اللغة العربية”، فاعتبرت أن هذا العمل، الصادر عن منشورات “إديسيون بليس” في 114 صفحة من القطع المتوسط، يدخل في إطار تخصصها العملي الذي اشتغلت فيه والمتعلق بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وأضافت أنها حاولت أن تلخص بين دفتي الكتاب ملاحظاتها واقتراحاتها بناء على ما راكمته من معرفة ونتائج بحثية وفق الاستراتيجيات الحديثة التي تكفل بلوغ الكفاءة اللغوية بمستوى عال من الإتقان والإبداعية.

وسجلت مصلوحي، وهي عضو رابطات كاتبات المغرب، أن الحضور المغربي ضمن دورة هذه السنة كان “مميزا”؛ ذلك أن الكتاب المغاربة يساهمون بكتابات جميلة وجد راقية، خصوصا في مجالي الرواية والنقد، مبرزة أن الحضور الإبداعي النسائي المغربي ضمن المشهد الثقافي يشهد على التطور الفكري الذي حدث في نظرة الإنسان إلى الفعل الثقافي والإقبال على الكتابة لكونها تشكل “وجع الروح ونبض الحياة”.

وقال أحمد التازي، سفير المملكة بمصر، إن الرواق المغربي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تحضره دور نشر مغربية عديدة، يحتضن مثقفات مغربيات في مجالات الرواية والكتابة وهو دليل على الرقي الذي بلغته المرأة المغربية التي اقتحمت العديد من المجالات على المستوى الرياضي والاقتصادي والسياسي والإداري.

وأكد التازي أن المرأة المغربية تبرز الآن في هذا المحفل الثقافي من خلال إنتاجاتها الفكرية التي تشرف صورة المغرب الثقافية والفكرية، مشيرا إلى أن هذا الرواق يجذب إليه العديد من الزوار من خلال الموضوعات التي شكلت العديد من الروايات والكتب البحثية.

وسجل الدبلوماسي المغربي أن الحضور الثقافي المغربي ضمن المشهد العربي عامة والمصري بالخصوص بارز، لأنه ليس وليد اللحظة؛ فالروابط الثقافية والفكرية والروحية بين المغرب ومصر متجذرة في التاريخ، كما أن هناك تكاملا وتجاذبا بين ثقافتي البلدين.

ويشارك المغرب في هذه التظاهرة الثقافية برواق تشرف عليه وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ويضم عددا من العارضين ودور النشر.

يذكر أن الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 6 فبراير الجاري، تعرف مشاركة 1047 عارضا يمثلون 53 دولة.

وحسب المنظمين، يتضمن المعرض 500 فعالية متنوعة وموازية؛ من ندوات ولقاءات أدبية وفكرية وتوقيع إصدارات جديدة وأنشطة للأطفال.