أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، اليوم الخميس، انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمسار الرئيسي الأخير للألياف البصرية، مما أدى إلى تصاعد العزلة الرقمية التي يعاني منها القطاع منذ أشهر.
وذكرت الهيئة، في بيان رسمي، أن محافظات وسط وجنوب القطاع انضمت إلى حالة الانقطاع التام التي تشهدها مدينة غزة وشمالها لليوم الثاني على التوالي، بسبب الاستهداف المباشر لشبكات الاتصالات والبنية التحتية الحيوية، الأمر الذي أدى إلى فصل غزة بالكامل عن العالم الخارجي.
وأوضحت الهيئة أن استهداف الاحتلال للبنية التحتية يجري بشكل ممنهج، رغم المحاولات العديدة خلال الأشهر الماضية لإصلاح المسارات البديلة، التي تم قطعها بشكل متكرر أو منع الوصول إليها. وشددت على أن الانقطاع الحالي يمنع مئات الآلاف من المواطنين من الوصول إلى خدمات حيوية، أبرزها: خدمات الإغاثة والطوارئ، التواصل مع المؤسسات الصحية، الخدمات الإعلامية والمنصات التعليمية الرقمية
كما حذّرت الهيئة من التبعات الإنسانية والاجتماعية لتواصل هذا الانقطاع، في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، خلّفت حتى الآن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، وأكثر من 11 ألف مفقود.
وكشفت الهيئة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع الطواقم الفنية من الوصول إلى مواقع الأعطال التي طالت الكوابل الرئيسية يوم الأربعاء، وتعيق بشكل متعمد عمليات إصلاح المسارات الاحتياطية التي سبق طلب ترخيصها منذ عدة أشهر.
وأكدت أن جميع الجهود الهندسية السابقة لإعادة تشغيل المسارات البديلة قوبلت بالرفض أو التعطيل من قبل سلطات الاحتلال، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يعمق الأزمة ويطيل أمد العزل المفروض على القطاع.
ودعت الهيئة في ختام بيانها جميع الجهات المحلية والدولية المختصة إلى التدخل العاجل، لتأمين الوصول الآمن للطواقم الفنية وتمكينها من القيام بأعمال الصيانة، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط من أجل إنهاء العزلة الرقمية المفروضة على أكثر من مليوني إنسان داخل قطاع غزة.
وعلى مدار الأشهر الماضية من حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، أفادت الوزارة في بيانات متعاقبة بانقطاع خدمات الاتصالات في القطاع، جراء نفاد الوقود والاستهدافات الإسرائيلية، وما إن تعود الخدمات تدريجيا حتى تتوقف مجددا جراء السبب نفسه.
ويترافق ذلك مع مواصلة إسرائيل حربها المدمرة على غزة منذ 7 من أكتوبر 2023، مخلّفة أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
