مفهوم الاستحياء و”افعل ما شئت”.. سؤال لكابران وعصابة

بقلم: إدريس الأندلسي             

أعترف بكثير من الاستحياء أنني اخاطب نوعا من البشر لا تخيفه تناقضاته مع قيم الحضارة. أكتب بكثير من التحفظ لعلي أصل إلى فهم ما يمكن أن يصل إليه فهم الكابرانات. وأؤكد بكثير من اليقين أن الكلام المتميز بحكامة وحكمة العقل، صعب عليه الوصول إلى من اختاروا المستنقعات قلاعا والسراديب منهاجا والظلام مسلكا. هكذا تتم التوطئة لفتح باب الخطاب الموجه لمن يمتلك قوة القرار في بلد ضاعت فيه قواعد القرار حتى انعرجت إلى عمق قرار.

لقد أصبح الكلام بالنسبة إليهم مباحا والكذب براحا والوصول إلى إعلام مخابراتهم متاحا والتعبير صياحا وقول الحق نباحا. هؤلاء هم الكراغلة والعثمانيون يعرفونهم ويتنكرون لجذورهم وتركوهم ” في طغيانهم يعمهون “. لا أدري إن ابتلانا ألله، عز وجل، بجيرتهم، أم أن الأمر يتطلب ” واعدوا لهم ما استطعتم لهم من قوة ومن رباط…”. لن ولا أصدق أن المغرب سيسدد طلقة في اتجاه الجزائر. وأصدق بكثير من اليقين أن كل عاقل لن يصدر امرا لإشعال فتنة. وليس القول لي ولكنه لملك البلاد الذي أكد أن المغرب لن يهدد ابدا الجزائر الشقيقة. الصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه وكل معتد على الوحدة الترابية لن ينال إلا ما جناه على نفسه. أللهم أشهد أن البلاغ قد تم وفق كل الأعراف الدينية والجغرافية والاممية والعسكرية. أما الكسكس والقفطان والجلباب والطاجين والزليج والنحت على الخشب والجبس والمرمر فذلك مجال ندعوكم للتباري حوله بتحكيم دولي. ولكنكم أقدر على رفض التحكيم من قبوله.

المغرب يا كراغلة خدمكم وحمى ظهوركم واغلبكم عاش في وجدة بتضحيات المغاربة وفي بيوتهم. أن تتنكروا فهذا شأنكم وان تنكرتم فهذا من شيم الأغبياء منكم وليس تعبيرا عن أحرار الجزائر. كراغلة المغرب الأوسط قالوا بأن كأس العالم أقل شأنا من بطولة أفريقيا للمحليين وهذا حقهم في اعتبار الغباء نهجا قويما. وصول المغرب إلى نصف النهاية في كأس العالم لن يصل إلى المشاركة، حسبهم، في هذه الكأس ضعيفة الشأن. جميل كل هذا التعبير عن اللاشيء وسبحان من جعل الكراغلة يتحولون من ثعالب نتنة وماكرة إلى رغبة في شراء رمز أسود الاطلس الشامخ منذ آلاف السنين والحاضر بيننا دائما وإلى الأبد. اسودنا تتوالد في الرباط ولا زالت تزأر أمام اسماع وأعين الجميع في حديقة الحيوانات.

الأصل لا يشترى بمال البترول والقيم الأصيلة تظل راقية وبعيدة المنال عن من يبيعون كل شيء لشراء خردة من روسيا . وحين تصبح الأخطار قريبة ومحدقة يقرر الكابران الأول الإبتعاد قليلا عن روسيا. الأمر خطير وتطلب دخول فرنسا إلى مركز القرار. كان بالإمكان أحسن مما كان. ولكن الذكاء المفرط في التواطؤ مع الغباء يفرض على القرار الكثير من التنازلات. وقع شنقريحة على شيك على بياض. المطلوب ملايير من الدولارات وموافقة طوعية واستجداء لموقف. الديبلوماسية مثل الثقافة، تتطلب بناء العلاقات على قاعدة صلبة وموغلة في مكوناتها التاريخية.

أللهم فاشهد أننا في المغرب لن نحرم احدا في المغرب الأوسط من حلويات تقليدية ولا قفطان ولا زليج ولا زخرفة ولا موقع في الأمم المتحدة في نيويورك ولا جنيف ولا فيينا ولا في مكة المكرمة . نساندكم يا كراغلة في التأكيد على أنكم أول من وصل إلى القمر . وصل المغرب إلى نصف النهاية في كأس العالم ولكن وصول ثعلب الصحراء إلى ربع نهاية الشان أهم وأروع. من لا يفتخر بكم ولا يعبر عن حبه الكبير جدا جدا جدا كما يفعل كرغولي قناة الجزيرة المصنف درجات تحت السلم، الذي يعتبر على مضض أن دورة كأس العالم بدولة قطر كانت الأجمل في التاريخ رغم أنف كل كرغولي. كأس العالم للأندية يعترف بأهميتها العالم أجمع. مئات الملايين من شتى بلدان العالم احتفلوا وباركوا انتصارات المغرب. واحتفل شعب الجزائر ،و لم يمتثل لنظام الكابران، لانتصار الفريق الوطني المغربي. وستظل كرة القدم مجرد لحظة افرحت مئات الملايين بفضل شباب كانوا على موعد مع النجاح والعزة والسؤدد. انتصارات المغرب هي انتصارات للمغرب الكبير ولمئات الملايين من البشر من غزة إلى رفح والقدس الشريف وتركيا والخليج العربي وكل قطر دون تفرقة ولا حدود ولا إنتظار. هكذا كان الكراغلة وسيظلون يسكنهم غل لا ينتهي وحقد لا ينتني وجهل دون حدود وفرط في الجحود. سيحتفل شعب الجزائر الحر قريبا وسنسعد لذلك كثيرا لأن الصبح قريب ونور الحرية سيذيب جليد الظلام من عنابة وقسطنطينة إلى تلمسان ووهران.