انهيار تحالف ترامب و إيلون ماسك ومواجهة غير مسبوقة تهز السياسة و الاقتصاد الأمريكي

انهيار تحالف ترامب و إيلون ماسك ومواجهة غير مسبوقة تهز السياسة و الاقتصاد الأمريكي
رحاب أبياض

في تحول غير متوقع، شهدت العلاقة التي كانت تربط بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك تصعيداً علنياً غير مسبوق، بعدما كانت قائمة على تحالف سياسي واقتصادي قوي. هذا التحول المفاجئ ألقت تداعياته بظلالها على الساحة السياسية الأميركية وأسواق المال العالمية، مهدداً بتفاقم الأزمة بين أحد أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة وأغنى رجال العالم.

أصل الخلاف يعود إلى رفض ماسك الصريح لمشروع قانون الإنفاق الجمهوري الذي دعمته إدارة ترامب، حيث وصفه عبر منصته “إكس” بأنه “الشر المقيت”، محذراً من تداعياته على العجز المالي الأميركي. هذا الموقف أغضب ترامب، خصوصاً أنه جاء مباشرة بعد تمرير القانون بفارق صوت واحد في مجلس النواب، وهو قانون يشمل تخفيضات ضريبية تعود إلى ولايته، وزيادات في الإنفاق الدفاعي ورفع سقف الدين.

رد ترامب كان قاسياً، إذ وصف تصريحات ماسك بأنها “خيانة” وألمح إلى نهاية العلاقة بينهما، مهدداً بقطع كافة العقود التي تربط الحكومة الأميركية بشركات ماسك، وعلى رأسها “تسلا” و”سبيس إكس”. هذه التهديدات دفعت بأسهم “تسلا” إلى خسارة أكثر من 14% من قيمتها السوقية في يوم واحد، أي ما يعادل حوالي 150 مليار دولار من الخسائر.

إيلون ماسك لم يلتزم الصمت، بل صعّد هو الآخر من هجومه، مهاجماً ترامب بشدة ومتهماً إياه بالفشل السياسي، بل وذهب إلى حد الدعوة لعزله، مع التلميح إلى إمكانية تأسيس حزب جديد يمثّل الطبقة الوسطى الأميركية التي يشعر بأنها غير ممثلة من قبل الحزبين التقليديين.

الأزمة لم تتوقف عند هذين الطرفين؛ فقد دخل على الخط مستشار ترامب السابق ستيف بانون، الذي اتهم ماسك بعدم قانونية وضعه كمواطن أميركي، مطالباً بالتحقيق معه بشأن حصوله على الجنسية، ومشيراً إلى استهلاكه لمواد مخدّرة مثل الكيتامين، وهي مزاعم زادت من تعقيد الأزمة، ودفعت البعض للمطالبة بإجراءات قضائية ضد ماسك.

من الناحية الاقتصادية، امتدت تداعيات الخلاف إلى شركة “سبيس إكس”، التي أعلنت توقيف مركبة “دراغون”، أحد أهم مشاريعها الفضائية، بسبب ما وصفته بتهديدات ترامب. وقد أثار هذا الإعلان قلق وكالة ناسا، التي تعتمد على هذه المركبة لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية.

أما على المستوى السياسي، فإن هذه القطيعة قد تكون لها انعكاسات مباشرة على حملة ترامب الرئاسية المقبلة، خاصة مع الشعبية الرقمية الواسعة التي يتمتع بها ماسك، والاحتمال القائم بأن يدعم مرشحاً بديلاً أو حتى يشكّل تياراً سياسياً جديداً.

البيت الأبيض أعلن رسمياً عدم وجود أي وساطة أو تواصل لحل الخلاف، ما يعكس عمق الأزمة بين الطرفين. وفي ظل التراشق المستمر بين ترامب وماسك، وتصاعد حدة التصريحات والاتهامات، يرى مراقبون أن فرص التهدئة أصبحت ضعيفة جداً، وأن هذا النزاع قد يتحول إلى معركة طويلة الأمد بين قطبين مؤثرين في الاقتصاد والسياسة الأميركية.