لقاء حواري بباريس يناقش مستقبل الجالية المغربية في ضوء الورش الملكي

الملاحظ من باريس         

نُظّم السبت الماضي لقاء حواري بمدينة باريس، جمع فعاليات من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، في إطار سلسلة اللقاءات المندرجة ضمن الورش الملكي الهادف إلى إعادة هيكلة العلاقة بين الدولة المغربية ومواطنيها في الخارج.

اللقاء الذي احتضنته قاعة جان جوريس بمدينة جنتيي (Gentilly)، جاء بمبادرة من جمعية “علم المغاربة بباريس”، وبالتنسيق مع لجنة الحوار حول الورش الملكي، وعرف حضور عدد من الفاعلين الجمعويين، والأساتذة الجامعيين، والمثقفين، والإعلاميين، إلى جانب ممثلين عن منظمات مدنية ناشطة في صفوف الجالية.

محاور النقاش: المشاركة، التمثيلية، والانتماء

ركزت المداخلات على قضايا مركزية تهم الجالية المغربية، وعلى رأسها حق المشاركة السياسية، وضرورة إصلاح المؤسسات التمثيلية، وتجويد الخدمات الإدارية والقنصلية، إضافة إلى تعزيز حضور الهوية المغربية لدى الأجيال الصاعدة، وربطهم بشكل دائم بوطنهم الأم.

كما تمت مناقشة التحديات التي تواجه المغاربة المقيمين بالخارج في ظل المتغيرات الدولية، وسبل إشراكهم في الأوراش الوطنية الكبرى، من بينها ملف ترشيح المغرب المشترك لتنظيم كأس العالم 2030، والاستحقاقات الانتخابية المرتقبة لسنة 2026.

توصيات اللقاء: نحو نموذج جديد للعلاقة مع الجالية

في ختام اللقاء، صدرت مجموعة من التوصيات التي أكدت على ضرورة مراجعة البنية المؤسساتية المكلفة بشؤون الجالية لتكون أكثر تمثيلية وفعالية، وإقرار آليات قانونية تتيح مشاركة الجالية في الانتخابات والمؤسسات التشريعية، واعتماد مقاربة تشاركية حقيقية تنطلق من واقع الجالية وتطلعاتها، بالاضافة إلى دعم المبادرات الثقافية والتعليمية التي تعزز الانتماء الوطني لدى أبناء الجالية، وإشراك الكفاءات المغربية بالخارج في رسم السياسات العمومية ذات الصلة بالهجرة.

وشدد الحضور على أن تجديد هذه العلاقة لا يمكن أن يتم إلا عبر فتح حوار صريح ومنفتح مع كل مكونات الجالية، بعيدا عن الحلول الشكلية أو الموسمية.

نحو تقرير وطني جامع

وأكدت لجنة الحوار حول الورش الملكي، في كلمة ختامية، أن خلاصات هذا اللقاء ستندرج ضمن التقرير العام الذي يُحضّر له على الصعيد الوطني، والذي سيتضمن توصيات ومقترحات قادمة من لقاءات مماثلة عبر مختلف دول الاستقبال.

ويُنتظر أن يشكل هذا التقرير خريطة طريق مؤسساتية وسياسية جديدة للعلاقة بين المغرب وجاليته، تماشياً مع توجيهات الخطاب الملكي الذي دعا إلى تمكين المغاربة المقيمين بالخارج من الإسهام الفعلي في تنمية وطنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

24 ساعة

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist