الملاحظ من الرباط
في خطوة لافتة على مستوى العلاقات العربية، وجه فهد المصري، رئيس الهيئة التأسيسية لحزب الحر السوري، رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، دعا فيها إلى إعادة تموضع سياسي واضح تجاه المغرب، وبناء علاقة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والدعم السياسي.
وثمّن المصري في مستهل رسالته قرار السلطات السورية بإغلاق مكاتب “جبهة البوليساريو” الانفصالية في دمشق، واصفًا هذه الخطوة بـ”الشجاعة”، واعتبرها بمثابة اعتراف ضمني بفشل سنوات من دعم تنظيم قال إنه “مدعوم من الحرس الثوري الإيراني” و”تورط في القتال ضد الشعب السوري إلى جانب الميليشيات الإيرانية”.
وطالب المصري الدولة السورية بالإسراع في اتخاذ قرار رسمي لتصنيف “البوليساريو” ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، إلى جانب الميليشيات المتطرفة الأخرى التي سفكت الدماء على الأراضي السورية، مشيرًا إلى الجهود الأميركية المتواصلة في الكونغرس من أجل تصنيف الجبهة ضمن نفس القائمة.
دعوة للاعتراف بمغربية الصحراء
وفي موقف واضح، دعا رئيس حزب “الحر السوري” الدولة السورية إلى الإسراع في الاعتراف الكامل بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية، معتبرًا ذلك “ضرورة سياسية ملحة” تعزز الإجماع العربي والدولي، وتمهد لعلاقة ثنائية متوازنة بين البلدين على أساس من الاحترام والدعم المتبادل.
وأكد المصري أن احترام سيادة المملكة المغربية على أراضيها، لا ينفصل عن مبدأ سوريا الدائم في الدفاع عن سيادتها ووحدة ترابها، وهو ما يستوجب – بحسب الرسالة – مواجهة كل التنظيمات الانفصالية أو الإرهابية دون تمييز.
تعاون ثنائي في ملفات الأمن والتنمية
وعبّر المصري في ختام رسالته عن تطلع حزبه إلى بناء علاقات تعاون وتبادل خبرات بين البلدين، خاصة في مجالات الأمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة والإدارة المحلية، مستفيدين من “التجربة المغربية الغنية” في هذه الميادين.
واعتبر أن تعزيز العلاقات مع المغرب لا يخدم فقط المسار السياسي السوري، بل يضمن لسوريا حضورًا متزنًا ضمن محيطها العربي والإقليمي، مشيدًا في الوقت نفسه بثقل المملكة المغربية في السياسة الدولية ودورها في حفظ التوازنات الإقليمية.
